إطلاق البرنامج القومي لتعزيز الخبز البلدي التمويني لمكافحة أنيميا نقص الحديد

سمر فاروق
شهد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، احتفالية إطلاق البرنامج القومي لتعزيز الخبز البلدي التمويني بالحديد، بهدف الوقاية من أنيميا نقص الحديد وتحسين الصحة العامة للمصريين. جاء ذلك بحضور الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، والدكتور طارق الهوبي، رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء، والدكتور إبراهيم السجيني، رئيس جهاز حماية المستهلك، بالإضافة إلى الدكتور جان بيير دومارجوري، الممثل المقيم لبرنامج الأغذية العالمي بمصر.
ويعتمد هذا البرنامج على تعاون مشترك بين وزارة التموين والتجارة الداخلية، وبرنامج الأغذية العالمي، والهيئة القومية لسلامة الغذاء، والمعهد القومي للتغذية، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، في خطوة تستهدف دعم الأمن الغذائي والارتقاء بمستويات الصحة العامة.
دور البرنامج في مكافحة الأنيميا وتحقيق التنمية المستدامة
أكد الدكتور خالد عبدالغفار، خلال كلمته في الاحتفالية، أن تدعيم الخبز البلدي بالحديد يمثل أداة فعالة للحد من معدلات الإصابة بفقر الدم، لا سيما بين الفئات الأكثر عرضة مثل الأطفال والنساء، مشيرًا إلى أن الخبز البلدي يُعد مكونًا أساسيًا في النظام الغذائي المصري، ما يجعله وسيلة مثالية لتعزيز الصحة العامة وتقليل الأعباء الصحية والاقتصادية المرتبطة بنقص الحديد.
وأوضح عبدالغفار أن نتائج المسح الصحي الذي تم في إطار مبادرات “100 مليون صحة” كشفت عن إصابة 40% من المصريين بفقر الدم، وهو ما ينعكس سلبًا على مستوى الطاقة الإنتاجية للأفراد ويشكل عبئًا اقتصاديًا على الدولة. وأضاف أن مكافحة الأنيميا تأتي ضمن المحاور الأساسية للخطة التنفيذية للاستراتيجية الوطنية للغذاء والتغذية، داعيًا إلى تعزيز التوعية المجتمعية بمخاطر سوء التغذية، بما في ذلك السمنة، والأنيميا، والتقزم، وضرورة التكامل بين وزارات الصحة والتموين والمالية لدعم الغذاء بعناصر غذائية إضافية.
وأشار الوزير إلى دراسة حديثة أجراها المعهد القومي للتغذية بشأن وضع ضوابط لاستهلاك السكر، لضمان تحقيق التوازن الصحي والاقتصادي والاجتماعي، دون الإضرار بصحة المواطنين.
التعاون بين الجهات المعنية لضمان نجاح البرنامج
من جانبه، شدد الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، على أن رغيف الخبز البلدي المدعم يمثل ركيزة أساسية في النظام الغذائي المصري، وأن إدخال المغذيات الدقيقة عليه يعكس استراتيجية تهدف إلى تحسين جودة الغذاء والحد من المشكلات الصحية المرتبطة بنقص العناصر الغذائية الأساسية، خاصة أنيميا نقص الحديد.
وأوضح أن الوزارة عملت بالتعاون مع الشركاء المعنيين على تطوير البرنامج استنادًا إلى رؤية علمية متكاملة، تشمل تحسين عمليات الإنتاج، وتطبيق نظم رقابة فعالة، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لضمان الجودة والكفاءة، إضافة إلى التنسيق المستمر مع وزارة الصحة والمعهد القومي للتغذية والهيئة القومية لسلامة الغذاء لضمان توافق البرنامج مع الاستراتيجيات الوطنية للصحة والتغذية.
بدوره، أكد الدكتور جان بيير دومارجوري، الممثل المقيم لبرنامج الأغذية العالمي بمصر، أن البرنامج يعد تدخلًا حاسمًا لمكافحة فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، وهو مثال على التعاون متعدد القطاعات لضمان استدامة البرامج الصحية الوطنية. وأشار إلى أن سوء التغذية في مصر يكلف الاقتصاد حوالي 20 مليار جنيه سنويًا، أي ما يعادل 2% من الناتج المحلي الإجمالي، ما يؤكد الحاجة إلى تعزيز الغذاء بالمغذيات الدقيقة الأساسية مثل الحديد وحمض الفوليك لضمان وصول الفئات الأكثر احتياجًا إلى غذاء صحي ومتوازن.
ضمان الجودة ومراقبة التنفيذ
في السياق ذاته، أوضح الدكتور طارق الهوبي، رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء، أن دور الهيئة لا يقتصر على الرقابة فقط، بل يمتد إلى وضع خطط لضمان تطبيق الاشتراطات الصحية للمنتج النهائي، بما يحقق الهدف المرجو من البرنامج في تحسين جودة الخبز البلدي وتعزيز الصحة العامة للمواطنين.
نقلة نوعية نحو القضاء على الأنيميا
في ختام كلمته، أعرب الدكتور خالد عبدالغفار عن أمله في أن يحقق هذا البرنامج نقلة نوعية في مكافحة فقر الدم، وجعل الغذاء أداة للوقاية من الأمراض، تماشيًا مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، مؤكدًا أن تعزيز الصحة العامة يعد استثمارًا في مستقبل الأجيال القادمة وتحقيق تنمية شاملة للمجتمع.