محمد غريب حلمي
حادثة مأساوية شهدتها الجيزة مؤخرًا بعدما فقد شاب ذراعه أثناء دفاعه عن زوجته في مشاجرة مع سائق توك توك وعدد من مرافقيه، لتعيد هذه الواقعة من جديد الجدل حول ظاهرة انتشار مركبات “التوك توك” دون رقابة أو تنظيم واضح.
ففي السنوات الأخيرة، أصبح التوك توك مشهدًا يوميًا في أغلب المحافظات، خاصة بالمناطق الشعبية والريفية، بعدما تحول من وسيلة نقل بسيطة إلى مصدر إزعاج وقلق للكثير من المواطنين. وعلى الرغم من أنه ساعد في حل أزمة المواصلات في بعض المناطق، فإن سلبياته باتت تفوق إيجابياته بكثير.
أبرز هذه السلبيات تتمثل في غياب الترخيص وانعدام الرقابة، إذ يقوده في الغالب مراهقون لا يمتلكون رخصة قيادة أو إدراكًا لقواعد المرور، مما يتسبب في حوادث متكررة وخلافات يومية بين السائقين والمواطنين.
كما أن بعض سائقي التوك توك يستغلون غياب الرقابة لارتكاب أعمال بلطجة وسرقة، بل أصبح البعض منهم جزءًا من مشكلات اجتماعية تهدد الأمن العام.
من جانب آخر، يشكو الأهالي من الفوضى المرورية التي يحدثها التوك توك في الشوارع الضيقة، فضلًا عن الأصوات العالية والمشاجرات المستمرة التي تندلع لأسباب تافهة، كالخلاف على أولوية المرور أو الأجرة.
وتطالب فئات واسعة من المواطنين بضرورة وضع ضوابط قانونية صارمة لتقنين عمل التوك توك، بدءًا من تحديد خطوط سير واضحة، وإلزام السائقين بالحصول على رخصة، مع مصادرة المركبات غير المرخصة، خاصة في المناطق الحضرية.
إن حادث الشاب الذي فقد ذراعه لم يكن الأول، وربما لن يكون الأخير، ما لم تتحرك الجهات المختصة بحسم لتنظيم هذه الفوضى، لأن استمرار الوضع الحالي يعني أننا أمام قنبلة اجتماعية موقوتة تهدد حياة الناس يوميًا.
