دارين محمود
تتبدل الكلمات.. تتبدل الأماكن.. ولا تتبدل القلوب
تغرس فيها بذور ولا نعرف حصادها متى يكون وهل وستدوم وهل هي صالحة أم تصبح ورداً بلدياً تراه وتفوح روائحه..
تتبدل الفصول.. تتبدل الأعمار..
فلا يشيخ ذاك الذي نبض باسمه يوماً وجعله كالطير المغرد في سماء صافية.
تتبدل الأحزان.. تتبدل الأرواح.. ولا تذهب روح عني أعيش من أجلها
تتبدل الوجوه.. وتتبدل الملامح..
ويبقى وجهك في الذاكرة عصياً على النسيان، كأنه نقشٌ على حجر، لا تمحوه رياح، ولا تغيبه السنين.
تتبدل الدروب.. تتبدل العناوين..
ولا يضل القلب طريقاً يؤدي إليك
فأنت البوصلة حين يتوه المسافر، وأنت الميناء حين تشتد العواصف؛ كأنّ كل الطرق، مهما تشعبت، خُلقت لتقودني لنفس النقطة.
تتبدل الأحاديث.. تتبدل اللغات..
وتبقى لغة العيون بيننا هي الأصدق
تختصر المسافات، وتكتب من القصائد ما عجزت عنه الأقلام.. حكايةٌ لا يقرأها سواك، ولا يفهم سرّها إلا قلبٌ ذاب في هواك.
تتبدل الأيام.. تتبدل الأقدار..
ولا يتبدل يقيني بأنك أجمل عطايا العمر
فسلامٌ على روحٍ سكنت الروح، فأصبحت هي الدار، وهي الأهل، وهي القرار.
