د. إيمان بشير ابوكبدة
في تطور مقلق لعالم الرياضة، دقّت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (WADA) ناقوس الخطر بشأن مادة جديدة قادرة على إحداث قفزة هائلة في قدرة الجسم على نقل الأكسجين، دون أن تترك أثرًا واضحًا في الاختبارات التقليدية. المادة هي هيموغلوبين مستخلص من دودة بحرية تُعرف باسم Arenicola Marina، ويُطلق عليه علميًا الرمز M101.
الدراسات التي أجرتها مختبرات في بيلاروسيا والصين كشفت أن هذا المركّب قادر على حمل ما يصل إلى عشرة أضعاف كمية الأكسجين التي ينقلها الهيموغلوبين البشري، ما يمنح مستخدميه قدرة غير مسبوقة على التحمل والقوة البدنية. وقد أظهرت التجارب على الحيوانات، خصوصًا الهامستر، تحسنًا هائلًا في الأداء البدني جعلها تتصرف كرياضيين محترفين في سباقات الماراثون والتسلق.
الأخطر في الأمر أن هذه المادة لا تُحدث تغييرات واضحة في مؤشرات الدم المعتمدة ضمن “جواز السفر البيولوجي”، مثل الهيماتوكريت أو الفيريتين، وهو ما يجعل اكتشافها شبه مستحيل بالوسائل الحالية. كما أن عمرها النصفي قصير للغاية، إذ تختفي من الجسم خلال ساعات، ما يضاعف من صعوبة رصدها.
في الأصل، طُوّر M101 لأغراض إنسانية، لاستخدامه في العمليات الجراحية، وحالات الحرب، وحفظ الأعضاء قبل زراعتها. غير أن تسربه إلى السوق السوداء فتح الباب أمام استغلاله كأداة منشطات متقدمة، تُنتج “رياضيين خارقين” دون المخاطر الصحية المعروفة لعمليات نقل الدم أو هرمون الإريثروبويتين.
أمام هذا التحدي، تجد هيئات مكافحة المنشطات نفسها في سباق مع الزمن. فالكشف عن الهيموغلوبين غير البشري يتطلب تحاليل معقدة وسريعة، وإلا تضيع الفرصة. ولهذا تستعد مختبرات متقدمة، مثل المختبر الجديد في روما، لاستقبال عينات المنافسات الكبرى وتحليلها فورًا، مع الاحتفاظ بها لإعادة الفحص خلال السنوات العشر التي يسمح بها القانون.
