بقلم : أحمد رشدي
في إطار دوره الثقافي والمعرفي الهادف إلى إعادة قراءة التاريخ المصري القديم قراءة واعية ومستنيرة،
ينظم صندوق التنمية الثقافية ندوة فكرية متخصصة تقدم طرحًا معرفيًا جديدًا لإحدى أكثر القضايا التاريخية إثارة للجدل
وهي قضية فرعون الخروج، وذلك من خلال مركز إبداع قصر الأمير طاز بحي الخليفة،
ضمن أنشطة الصالون الثقافي لمؤسسة زاهي حواس للآثار، مساء الثلاثاء الثالث والعشرين من ديسمبر في تمام الساعة السادسة.
وتنعقد الندوة تحت عنوان رؤية جديدة حول فرعون الخروج وفق مصادر مصر والشرق القديم والكتب السماوية، ويحاضر خلالها الدكتور طارق فرج، عالم المصريات والمرشد السياحي والباحث المتخصص في علم المصريات، الذي يقدم مقاربة تحليلية تقوم على المقارنة المنهجية الدقيقة بين النصوص المصرية القديمة، ومصادر الشرق الأدنى،
وما ورد في الكتب السماوية، في محاولة علمية جادة لإعادة تفكيك واحدة من أعقد القضايا في الدراسات الحضارية، والمتعلقة بتحديد هوية فرعون الخروج وسياقها الزمني والسياسي والفكري.
ويرتكز الطرح المقدم خلال الندوة على منهج النقد التاريخي وتحليل النصوص، بعيدًا عن التفسيرات التقليدية أو الطروحات غير الموثقة، مع السعي إلى تفكيك السرديات الشائعة التي طالما أُعيد تداولها دون سند علمي قاطع، بما يفتح المجال أمام قراءة أكثر اتزانًا وعمقًا للتاريخ المصري القديم في تفاعله مع محيطه الإقليمي والديني.
كما تتناول الندوة الأبعاد التاريخية والدينية والفكرية للقضية، وتسعى إلى إلقاء الضوء على طبيعة العلاقة بين النصوص المقدسة والمصادر التاريخية، وحدود التقاطع والاختلاف بينها، في إطار علمي رصين يسهم في إثراء النقاش الأكاديمي وفتح مسارات جديدة للبحث العلمي الجاد.
ويأتي تنظيم هذه الفعالية في سياق الدور الذي يضطلع به صندوق التنمية الثقافية في دعم البحث العلمي الرصين، وترسيخ مبدأ التكامل بين التراث المادي والفكري، وتفعيل مراكز الإبداع التابعة له بوصفها منصات معرفية للحوار العلمي والتفكير النقدي، تسهم في تعزيز الوعي بتاريخ مصر وحضارتها، وتأكيد مكانتها بوصفها ركيزة أساسية في تاريخ الإنسانية، لا من خلال التمجيد أو التبسيط، بل عبر الفهم العميق والتحليل المسؤول.
