تنمية بشرية

الانطواء والتوحد…الفرق بين نمط الشخصية والاضطراب العصبي

كتبت/نجده محمد رضا

يخلط الكثيرون بين الانطواء والتوحد، نظرًا لتشابه بعض السلوكيات مثل العزلة وتجنب التفاعل الاجتماعي. لكن في الحقيقة، هناك اختلافات جوهرية بين الحالتين، سواء من حيث الأسباب، الأعراض، أو التأثير على حياة الشخص.

أولًا: تعريف الانطواء والتوحد
الانطواء (Introversion)
هو نمط شخصية يتميز بتفضيل الشخص للعزلة أو التفاعل الاجتماعي المحدود. الشخص الانطوائي ليس بالضرورة يعاني من اضطراب نفسي، لكنه يجد راحته في الأنشطة الفردية ويفضل التفكير العميق بدلاً من المحادثات السطحية.

التوحد (Autism Spectrum Disorder – ASD)
هو اضطراب عصبي يؤثر على التواصل، والسلوك الاجتماعي، والقدرة على فهم الإشارات العاطفية والتفاعل مع الآخرين. يُعتبر التوحد طيفًا واسعًا، حيث تختلف شدته من شخص لآخر، وقد يتطلب أحيانًا تدخلاً علاجياً لمساعدة المصاب على التكيف مع المجتمع.

ثانيًا: الفرق بين الانطواء والتوحد

ثالثًا: كيفية التعامل مع كل حالة

الانطوائيون: يحتاجون إلى مساحة خاصة، ويفضلون العلاقات العميقة بدلاً من الاجتماعية الواسعة، ويمكن دعمهم من خلال احترام طبيعتهم دون إجبارهم على تغييرها.

المصابون بالتوحد: يحتاجون إلى دعم متخصص يشمل العلاج السلوكي، وتنمية مهارات التواصل، ومساعدتهم على التكيف مع الحياة اليومية.

الفرق الأساسي بين الانطواء والتوحد هو أن الانطواء نمط شخصية طبيعي، بينما التوحد اضطراب يحتاج إلى متابعة وعلاج. من المهم فهم هذه الفروقات لتجنب التسرع في الحكم على الأشخاص، وتقديم الدعم المناسب لكل حالة.

حلول لمشكلة الانطواء والتوحد

يختلف التعامل مع الانطواء عن التوحد، حيث إن الأول نمط شخصية طبيعي بينما الثاني اضطراب يحتاج إلى تدخل علاجي متخصص. وفيما يلي بعض الحلول المناسبة لكل حالة

أولًا: حلول لمشكلة الانطواء

1. تعزيز الثقة بالنفس تشجيع الانطوائي على التحدث عن أفكاره دون إجباره على التفاعل الاجتماعي المفرط.

2. خلق بيئة آمنة: توفير مساحة مريحة تتيح له التعبير عن نفسه دون ضغط.

3. تدريج التعرض للتفاعل الاجتماعي: البدء بأنشطة صغيرة مثل الحديث مع الأصدقاء المقربين قبل الانخراط في مجموعات أكبر.

4. ممارسة الأنشطة الجماعية المناسبة: مثل الرياضات الفردية ضمن فريق أو حضور ورش عمل تفاعلية.

5. تنمية المهارات الاجتماعية: عبر دورات أو تمارين تساعد في تعزيز القدرة على التواصل بثقة.

ثانيًا: حلول لمشكلة التوحد

1. التشخيص المبكر والتدخل العلاجي: كلما بدأ العلاج مبكرًا، زادت فرص تحسين مهارات التواصل والتكيف.

2. العلاج السلوكي والتدريبي مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أو علاج تحليل السلوك التطبيقي (ABA) وهو يساعد في تطوير المهارات الاجتماعية

3. تعليم مهارات التواصل باستخدام وسائل مثل الصور ولغة الإشارة والتطبيقات التكنولوجية المتخصصة.

4. دعم الأسرة والمجتمع: من خلال تدريب الوالدين على كيفية التعامل مع الطفل المصاب بالتوحد وتعزيز دمجه في المجتمع.

5. إتاحة بيئة مرنة: يجب أن تكون البيئة مناسبة لاحتياجات المصاب بالتوحد، سواء في المدرسة أو المنزل، مع تقليل المؤثرات التي قد تسبب له التوتر.

6. تشجيع الاهتمامات الخاصة: يمكن استغلال الاهتمامات الفريدة للأطفال المصابين بالتوحد لتطوير مهاراتهم ودمجهم في أنشطة تعزز تواصلهم الاجتماعي.

التعامل مع الانطوائيين يحتاج إلى فهم طبيعتهم واحترامها، بينما يتطلب التعامل مع المصابين بالتوحد توفير بيئة داعمة وعلاج متخصص. في كلتا الحالتين، التقبل والدعم هما المفتاح لمساعدتهم على تحقيق حياة متوازنة وسعيدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى