“سكارفيس”.. أسطورة الأسد الذي حكم براري إفريقيا لـ 14 عامًا

احمد القاضي
رحل الأسد الشهير “سكارفيس”، أحد أعظم أسود محمية “ماساي مارا” الكينية، بعد حياة حافلة امتدت 14 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا من القوة والصمود جعل منه أسطورة في عالم الحياة البرية.
حصل “سكارفيس” على اسمه بسبب ندبة كبيرة على وجهه أفقدته إحدى عينيه، لكنه رغم ذلك استطاع السيطرة على منطقة شاسعة تبلغ 400 كيلومتر مربع في المحمية، التي تضم نحو 900 أسد. ما جعله مميزًا ليس فقط شكله، بل أيضًا سلوكه الفريد الذي جذب محبي الحياة البرية من جميع أنحاء العالم.
قيادة استثنائية وتحالف نادر
على عكس الأسود الأخرى، شكّل “سكارفيس” تحالفًا نادرًا مع إخوته “سيكيو” و”موراني”، حيث حكموا معًا المحمية لمدة 12 عامًا، وهي أطول فترة حكم لأسد في التاريخ، إذ لا تتجاوز فترة سيطرة الأسود عادةً 3 إلى 5 سنوات.
لم يكن قائدًا فقط، بل كان محاربًا شرسًا، إذ واجه 130 أسدًا، وأبعد مجموعة كاملة من التماسيح عن منطقته بعد افتراسها أحد أشباله.
معارك بطولية وسلوك فريد
عرف “سكارفيس” بشراسته في القتال، إذ قتل خلال حياته نحو 400 ضبع، وكان الأسد الوحيد الذي انتصر على فرس نهر بالغ في مواجهة فردية.
رغم ذلك، لم يسجل أي حادثة افتراس لبشر، رغم تواجدهم المستمر في منطقته، ما زاد من احترامه وإعجاب المتابعين له.
الرحيل بهدوء
في 11 يونيو 2021، اكتشف حراس المحمية وفاته بعد سماع زئير حزين من اللبؤات، في مشهد يعكس تأثيره العميق على مجموعته.
وهكذا رحلت الأسطورة التي ألهمت محبي الحياة البرية، لكنها ستظل محفورة في التاريخ كـ أشهر أسد أفريقي عرفته الطبيعة.