د. إيمان بشير ابوكبدة
بعد إرسال أشهر أعماله لتعرض في معرض أمستردام الضخم لعام 2023 والذي يضم كل أعمال يوهانس فيرمير تقريبًا، وجد متحف موريتشويس نفسه مع مساحة فارغة حيث تم عرض لوحة “الفتاة ذات القرط اللؤلؤي” الشهيرة.
ولجأت المؤسسة التي يقع مقرها في لاهاي إلى أكثر من 2700 فنان، من تكساس إلى أوكرانيا، من سن السابعة إلى السبعين، والذين ابتكروا تفسيراتهم الخاصة لهذه التحفة الفنية التي تعود إلى القرن السابع عشر.
وقد تم عرض مجموعة مختارة من 60 عملاً باستخدام مواد تتراوح من قشور البرتقال إلى أغطية الزجاجات إلى البلوزات في المتحف بينما كانت اللوحة معارة على بعد 64 كيلومترًا إلى الشمال.
وقالت مارتين جوسلينك، مديرة متحف موريتشوس، لوكالة أسوشيتد برس، في إشارة إلى الشعبية المستمرة للأعمال الفنية التي تصور الفتاة الغامضة: “لا تزال المشاركات تتوالى، ولن تنتهي معها أبدًا”.
كشف تحقيق أجري عام 2020 في اللوحة باستخدام مجموعة من تقنيات التصوير الحديثة عن تفاصيل حول أساليب فيرمير وتركيب أصباغه، ولكن ليس هوية الشابة.
وقال الفنان روب دي هير لوكالة أسوشيتد برس: “أجمع بين النسخة الأصلية من الفتاة ذات اللؤلؤة ووجه دمية وايانج”.
دي هير، الذي يعتمد في عمله بشكل أساسي على الوسائط المتعددة، أراد أن يجمع بين صورة من تاريخ العصر الذهبي لهولندا وصورة أخرى تجسد إرثها الاستعماري. تعد دمى وايانغ شكلاً مسرحياً تقليدياً في أجزاء من إندونيسيا، التي كانت تحت حكم هولندا حتى عام 1949.
ويتبع عمله السريالي في العرض المتجدد قطعة فنية تظهر وجه الفتاة الأصلي فوق علبة شاي عتيقة.
وتشمل المشاركات الأخرى أعمال الفنان الكوري الجنوبي نانان كانج، الذي استخدم سنبلة ذرة للوجه؛ والفنان الجورجي نينو كافازوري، الذي أعاد تصور فتاة حديثة تنتظر في محطة للحافلات مع فنجان من القهوة؛ وسيمون تشونج، وهو رسام رسوم متحركة من ويلز، يعمل في المسلسل التلفزيوني الشهير “بوب برجر” وخلق فتاة على غرار الرسوم المتحركة في العرض.
وقد تم عرض الفائزين في إطار طبق الأصل في نفس المكان الذي عادة ما يتم فيه تعليق لوحة “الفتاة ذات القرط اللؤلؤي”، بين صورتين للرسام الهولندي الباروكي جيرارد تير بورش.
دفعت شعبية المسابقة الأولى إلى تنظيم جولة ثانية، وتعرض الأعمال المشاركة الآن في متحف فابريك دي لوميير بأمستردام. ويواصل المتحف عرض الأعمال الفنية المشاركة على صفحته على إنستغرام.
