المرأة عماد المجتمع.. ونور الحياة

بقلم _ ياسمين إبراهيم
لطالما كانت المرأة عبر العصور جزءًا أساسيًا من نسيج المجتمع، إلا أنها لم تحظَ دائمًا بالمكانة التي تستحقها. ففي عصور الجاهلية، كانت تعامل كسلعة تُباع وتُشترى، محرومة من حقوقها الأساسية، ينظر إليها البعض وكأنها مصدر للعار. لكن مع ظهور الإسلام، تغيرت هذه النظرة تمامًا، فجاء ليكرم المرأة، يمنحها حقوقها المسلوبة، ويرفع من شأنها، مساويًا بينها وبين الرجل في التعليم والعمل، ومؤكدًا على دورها المحوري في بناء المجتمع.
اليوم، تتصدر المرأة المشهد في مختلف المجالات، فهي الأم المربية، الزوجة الداعمة، الطبيبة الماهرة، المهندسة المبدعة، والمعلمة التي تصنع الأجيال. لم تعد مجرد تابع، بل أصبحت ركنًا أساسيًا لا غنى عنه في تنمية المجتمع. لقد أثبتت عبر التاريخ أنها قادرة على تحمل الأعباء والصعاب، تمامًا كما أثبتت أنها قادرة على النجاح والتفوق في شتى المجالات.
ليس هناك مجال لم تصل إليه المرأة، فقد نافست الرجال في العلوم والهندسة والسياسة، بل وتفوقت في بعض الميادين. على سبيل المثال، تعد البحرينية مريم جمعان أول امرأة تحصل على الزمالة الهندسية الكيميائية في الشرق الأوسط، بينما سجلت عائشة الهاملي اسمها كأول امرأة إماراتية تقود طائرة وأصغر عضو في مجلس منظمة الطيران المدني الدولي.
لم يقتصر تميز المرأة على مجالات العمل فقط، بل امتد ليشمل الأسرة والتربية، حيث تبني الأجيال وتغرس القيم والمبادئ في النفوس. كما اقتحمت مجالات السياسة، الزراعة، القوات المسلحة، والطب، وأثبتت جدارتها في كل ما تولته من مناصب.
في النهاية، لا تكفي الكلمات لوصف مكانة المرأة ودورها في المجتمع، فهي ليست فقط نصفه، بل هي القوة التي تساند وتدعم النصف الآخر. فكل التحية والتقدير لكل امرأة صنعت لنفسها مكانًا في هذا العالم، ولكل من سطرت اسمها بحروف من نور في شتى الميادين.