“كامل إدريس يعلن حل الحكومة السودانية.. وبداية عهد جديد بتكليف وكلاء الوزارات وتوسيع المشاورات”

كتبت ـ مها سمير

أعلن رئيس الوزراء السوداني الجديد، د. كامل إدريس، حل الحكومة الانتقالية الحالية، وتكليف وكلاء الوزارات والأمناء العامين بتسيير المهام لحين تشكيل حكومة جديدة.

جاء القرار خلال أول اجتماع رسمي له مع أعضاء الحكومة، الأحد 1 يونيو 2025، بعد أدائه اليمين الدستورية. وبحسب ما أفادت به وكالة السودان للأنباء (سونا)، فإن إدريس شدد في كلمته على التزامه بمبادئ العدالة والمساواة، والتعامل مع كافة القوى السياسية بمسافة واحدة.

وأكد رئيس الوزراء في خطابه أن الأولوية الوطنية العاجلة تكمن في استعادة هيبة الدولة، وتحقيق الأمن القومي عبر القضاء على التمرد والمليشيات المسلحة، إلى جانب الدفع نحو تحقيق السلام والتنمية المستدامة.

وبالتزامن مع حل الحكومة، بدأ إدريس مشاورات موسعة لاختيار الوزراء الجدد. وتشير مصادر مطلعة إلى أن التشكيلة المرتقبة ستكون أقرب إلى تعديل وزاري موسّع، أكثر من كونها حكومة جديدة بالكامل.

ويُرجّح أن يتم الإبقاء على تمثيل الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، وعلى رأسها:

حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي

حركة العدل والمساواة بزعامة وزير المالية الحالي جبريل إبراهيم

استبعاد الجماعات المسلحة غير الموقعة

في المقابل، نفت مصادر مقربة من السلطة نية إشراك جماعات مسلحة غير موقعة على اتفاق السلام في الحكومة، مثل:

درع السودان بقيادة أبو عاقلة كيكل

فيلق البراء بن مالك المرتبط بالتيار الإسلامي

وتؤكد هذه الخطوة رغبة إدريس في تشكيل حكومة كفاءات مستقلة بعيدة عن الاستقطابات الحزبية، في محاولة لإعادة الاستقرار والثقة إلى مؤسسات الدولة.

يأتي تعيين كامل إدريس – وهو خبير قانوني ودبلوماسي سابق بارز – في وقت تواجه فيه البلاد تحديات أمنية واقتصادية جسيمة، وسط استمرار الصراع المسلح في مناطق متعددة من السودان، وانقسام سياسي حاد.

ويُنظر إلى هذه الخطوة كجزء من مساعٍ لإعادة ضبط المسار الانتقالي، وسط ضغوط داخلية وخارجية لإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس أكثر استقراراً وتوافقاً.