سياحة وسفر

جزيرة زبرجد المصرية … جوهرة خفية في قلب البحر الأحمر

نجده محمد رضا

في قلب مياه البحر الأحمر الصافية، وتحديدًا قبالة سواحل محافظة البحر الأحمر، تقع جزيرة زبرجد، إحدى الجزر المصرية الساحرة التي لم تأخذ بعد نصيبها المستحق من الاهتمام الإعلامي أو السياحي، رغم ما تزخر به من جمال طبيعي وتاريخي.

موقع فريد وطبيعة بكر
جزيرة زبرجد، المعروفة أيضًا بـ”جزيرة سانت جون“، تقع جنوب مدينة مرسى علم، وتعد من أكبر الجزر التابعة للمحميات الطبيعية في المنطقة. تتميز الجزيرة بشواطئها البيضاء ومياهها الفيروزية الصافية، ما يجعلها وجهة مثالية لعشاق الغوص والغطس، حيث تحتضن شعابًا مرجانية نادرة وكائنات بحرية متنوعة.

كنوز تاريخية مدفونة
لا تكمن أهمية زبرجد في طبيعتها فقط، بل أيضًا في تاريخها. فقد كانت الجزيرة قديمًا مصدرًا مهمًا لاستخراج حجر الزبرجد الكريم، والذي كانت تستخرجه الحضارات المصرية القديمة، وخاصة في عهد البطالمة. وما زالت آثار التعدين القديم ماثلة للعيان، حيث تنتشر بقايا مناجم ونقوش تاريخية تشير إلى تلك الحقب.

محمية طبيعية واستراتيجية
تقع الجزيرة ضمن نطاق محمية وادي الجمال حماطة ما يمنحها حماية قانونية بيئية، ويجعلها موئلاً للعديد من الكائنات النادرة مثل السلاحف البحرية وطيور النورس الأبيض. كما أنها تشكل نقطة جذب للباحثين والعلماء المهتمين بالتنوع البيولوجي.

الفرص والتحديات
رغم جمالها، لا تزال جزيرة زبرجد غير مأهولة بالسكان، وتفتقر إلى البنية التحتية السياحية. لكن ذلك يمثل فرصة ذهبية لتطوير سياحة بيئية مستدامة، توازن بين استغلال الجمال الطبيعي والحفاظ عليه. وتسعى الحكومة المصرية مؤخرًا إلى إدراج الجزيرة ضمن مخططات التنمية البيئية، بما يشمل تنظيم الرحلات البيئية وإقامة مراكز أبحاث بحرية.

زبرجد ليست مجرد جزيرة في البحر، بل قصة طبيعة وتاريخ تنتظر أن تُروى للعالم. إنها جوهرة خفية في تاج البحر الأحمر، ويأمل المهتمون بالبيئة والسياحة أن ترى هذه الجوهرة النور قريبًا في سماء السياحة العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى