الرئيس عبدالفتاح السيسي يعبر عن عدم رضاه عن بعض الأعمال الدرامية هذا العام

د/حمدان محمد
في خطوة تعكس اهتمام القيادة السياسية بالشأن الثقافي والفني، عبر الرئيس عبد الفتاح السيسي عن عدم رضاه عن بعض الأعمال الدرامية التي عُرضت هذا العام، مشيرًا إلى ضرورة أن تكون الدراما المصرية انعكاسًا حقيقيًا لقيم المجتمع ومبادئه، وألا تتعارض مع التوجهات الوطنية التي تهدف إلى بناء وعي جماهيري مستنير.
لطالما أكد الرئيس السيسي في العديد من المناسبات على الدور الحيوي للفن والإعلام في تشكيل وجدان المجتمع، واعتبرهما أدوات رئيسية في بناء الإنسان المصري، وفق استراتيجية تستهدف تعزيز القيم الإيجابية والتصدي للأفكار الهدامة. ومن هذا المنطلق، فإن انتقاد الرئيس لبعض الأعمال الدرامية هذا العام يأتي ضمن رؤيته التي تدعو إلى تقديم محتوى يرتقي بالمجتمع بدلًا من تكريس السلوكيات السلبية أو تقديم صورة غير واقعية عن المجتمع المصري.
ولم يحدد الرئيس عملًا دراميًا بعينه، لكن تصريحاته توحي بوجود ملاحظات على محتوى بعض المسلسلات، سواء من حيث التناول السطحي للقضايا المجتمعية، أو تسليط الضوء على جوانب معينة دون تقديم حلول إيجابية. ويرى بعض النقاد أن بعض الأعمال هذا العام ركزت بشكل مبالغ فيه على الجريمة والعنف، دون إبراز نماذج إيجابية أو حلول تعكس الواقع الحقيقي للمجتمع المصري.
كما أثارت تصريحات الرئيس تفاعلًا واسعًا في الأوساط الفنية والثقافية، حيث يرى البعض أن النقد الرئاسي يجب أن يكون دافعًا لصناع الدراما لمراجعة المحتوى المقدم في المواسم القادمة، مع التركيز على قضايا تمس حياة المواطنين وتعبر عن الواقع المصري بصدق دون تهويل أو تسطيح.
وفي المقابل، يدافع آخرون عن حرية الإبداع الفني، معتبرين أن الأعمال الدرامية تعكس الواقع كما هو، دون تجميل أو تزييف، وأن التنوع في الطرح هو ما يثري المشهد الفني.
ومما لا شك أن تصريحات الرئيس تضع أمام صناع الدراما مسؤولية كبيرة في المرحلة المقبلة، حيث يُنتظر منهم تقديم محتوى يواكب طموحات الدولة المصرية في بناء وعي متزن، وتعزيز الهوية الوطنية، دون المساس بحرية الإبداع أو فرض قيود على الفن.
وفي النهاية، تبقى الدراما المصرية قوة ناعمة مؤثرة، قادرة على المساهمة في تشكيل وجدان الأجيال القادمة، ويبقى التحدي الأكبر أمام صناعها هو تحقيق التوازن بين حرية الإبداع والمسؤولية الوطنية تجاه المجتمع.