يعد شهر رمضان موسمًا ذهبيًا لصناع الدراما، حيث تتسابق القنوات الفضائية والمنصات الرقمية على عرض أعمال جديدة تجذب المشاهدين.
ومع تزايد عدد المسلسلات والإنتاجات الضخمة، ينقسم الرأي العام بين من يرى فيها وسيلة للترفيه بعد يوم طويل من الصيام، وبين من يعتبرها مصدر إلهاء عن روحانيات الشهر الكريم.
يشهد الموسم الرمضاني كل عام إنتاج عدد كبير من المسلسلات التي تتنوع بين الدراما الاجتماعية، التاريخية، الكوميدية، والأكشن. ولكن رغم تنوع المحتوى، يشتكي البعض من تكرار الأفكار، واعتماد بعض الأعمال على الإثارة والجدل لتحقيق نسب مشاهدة عالية، بدلًا من تقديم محتوى هادف.
يتابع ملايين المشاهدين المسلسلات الرمضانية يوميًا، ما يجعلها تؤثر بشكل مباشر على عاداتهم وسلوكهم. فمن جهة، تساهم بعض الأعمال في تسليط الضوء على قضايا اجتماعية مهمة مثل الفقر، العنف الأسري، والمساواة بين الجنسين.
ومن جهة أخرى، يبالغ البعض في متابعة الحلقات بشكل مفرط، مما قد يؤدي إلى إضاعة الوقت وتقليل التركيز على الجوانب الدينية والاجتماعية للشهر الفضيل.
يرى منتقدو الدراما الرمضانية أنها تشتت الصائمين وتقلل من أوقات العبادة والتواصل العائلي.
في المقابل، يعتقد آخرون أن متابعة المسلسلات ليست مشكلة طالما يتم ذلك باعتدال، دون أن تؤثر على أداء العبادات أو العلاقات الاجتماعية.
كل عام، تتصدر بعض الأعمال محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتفاعل الجمهور مع الشخصيات والأحداث، وينقسم بين مؤيد ومعارض لما تقدمه. كما تلعب المنافسة بين المنصات الرقمية والقنوات التقليدية دورًا في زيادة الإنتاجات المتنوعة.
يبقى السؤال مفتوحًا: هل المسلسلات الرمضانية وسيلة ترفيه مشروعة أم مجرد وسيلة لإلهاء الصائمين؟
الجواب: يعتمد على طريقة تعامل المشاهد معها، فالمشكلة ليست في وجود الدراما، بل في طريقة استهلاكها وإدارتها خلال الشهر الكريم.