د. إيمان بشير ابوكبدة
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن ثلث سكان العالم مصابون ببكتيريا السل، وبالتالي هم معرضون لخطر الإصابة بالمرض. علاوة على ذلك، هناك حوالي 8.8 مليون مريض و1.1 مليون حالة وفاة سنويا في العالم.
هناك بعض العوامل التي تساهم في انتشار المرض، مثل الفقر وسوء توزيع الدخل، والإيدز، وسوء التغذية، وسوء الظروف الصحية، وارتفاع الكثافة السكانية.
وبسبب تشابه الأعراض، فمن الشائع الخلط بين مرض السل والإنفلونزا ، مما يعيق علاج المرض. علاوة على ذلك، لا تظهر على بعض المرضى أية علامات تلوث، في حين يعاني آخرون من أعراض بسيطة ظاهريًا، والتي لا يتم ملاحظتها لعدة أشهر.
في حالة التشخيص غير المؤكد، يمكن أن يتطور مرض السل على مدى 3 إلى 4 أشهر دون أن يعلم الشخص المصاب، وفي نفس الوقت ينقل المرض إلى أشخاص آخرين. لذلك، من الضروري معرفة كيفية التمييز بين هذه الحالة والإنفلونزا، والذي يمكن القيام به بناءً على الأعراض.
فهم مرض السل
السل مرض مُعدٍ تُسببه بكتيريا المتفطرة السلية. يُصيب هذا المرض الرئتين بشكل رئيسي، مع أنه قد يُصيب الدماغ والعمود الفقري وحتى الكلى، وذلك حسب مكان انتشار الجراثيم.
ينتشر السل عندما يعطس الشخص المصاب أو يسعل أو يضحك أو يغني. يمكن لرذاذه أن يلوث الهواء، ناقلاً العدوى إلى من حوله. يمكن الخلط بين السل وأمراض الرئة الأخرى، لذا من المهم فهم أعراضه وطلب الرعاية الطبية.
أول علامة لمرض السل
يصنف مرض السل إلى مراحل مختلفة، وقد تختلف الأعراض تبعًا لذلك. إليك بعض العلامات الأولى الشائعة التي قد تظهر على المصابين بالسل.
أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا
المرحلة الأولية هي عندما يكتشف جهازك المناعي البكتيريا في جسمك ويقضي عليها. يمكن لبعض هذه البكتيريا البقاء على قيد الحياة والتكاثر في الرئتين، مما يؤدي إلى عدوى سل نشطة. في هذه المرحلة، لن تظهر عليك أي أعراض حادة. يبلغ بعض الأشخاص عن أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، مثل السعال والحمى الخفيفة ونزلات البرد. غالبًا ما يتم الخلط بين هذه الأعراض ونزلات البرد الموسمية.
السعال المستمر
يعاني مرضى السل من سعال مستمر يستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع ويتفاقم مع مرور الوقت. في البداية، قد تعاني من سعال جاف يتبعه سعال مصحوب ببلغم ودم.
ألم الصدر
صعوبة التنفس، وضيق الصدر، والألم هي علامات تحذيرية أخرى لمرض السل. هذه المشاكل أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من عدوى سريعة التطور.
الحمى
إذا كنت تعاني من حمى منخفضة الدرجة ومستمرة تحدث غالبًا في المساء، فقد حان الوقت لرؤية طبيب متخصص لإجراء تقييم شامل.
التعرق الليلي
إذا وجدت نفسك غارقًا في العرق ليلًا، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود عدوى نشطة. يشير العرق إلى أن جهازك المناعي يحارب العدوى.
تغيرات في شهيتك
لدى مرضى السل، قد يؤدي ارتفاع معدل الأيض مع انخفاض الشهية إلى فقدان ملحوظ للوزن. إذا لاحظت الأعراض المذكورة أعلاه مع تغير ملحوظ في شهيتك أو فقدان غير مبرر للوزن، فقد يكون ذلك علامة على الإصابة بالسل.
أهمية زيارة طبيب أمراض الرئة
قد يبقى مرض السل دون تشخيص في مراحله المبكرة، إذ يخلط معظم الناس بين أعراضه وأعراض نزلات البرد والإنفلونزا والتهاب الشعب الهوائية. أما العلامة الأكثر شيوعًا التي تميز مرض السل عن غيره من الأمراض الرئوية المعدية فهي السعال المستمر المصحوب ببلغم ودم. إذا لاحظت سعالًا مصحوبًا بحمى وقشعريرة وإرهاق وفقدان للوزن، فاستشر طبيب أمراض الرئة فورًا. فالتشخيص المبكر يحسن من نتائج العلاج.
العلاج
يمكن علاج السل بالأدوية المضادة له. عادةً، تستغرق دورة العلاج الكاملة من 6 إلى 9 أشهر، وتتكون من عدة أنواع من الأدوية.
يشفى أكثر من 95% من المصابين بالسل النشط عند إكمالهم تناول أدويتهم. والأهم للشفاء التام هو المواظبة على تناول الدواء وإكمال الدورة العلاجية كاملة، حتى لو اختفت الأعراض. وذلك لمنع تكرار الإصابة بالسل أو لمنع العدوى من مقاومة الأدوية.
النظام الغذائي لمرض السل: ما يجب تناوله وما يجب تجنبه
ما يجب تناوله
الأطعمة الغنية بالبروتين:
اللحوم الخالية من الدهون (الدجاج والديك الرومي والأسماك)
البقوليات (العدس، الفاصوليا، الحمص)
البيض
منتجات الألبان (الحليب قليل الدسم، الزبادي، الجبن)
المكسرات والبذور
الفواكه والخضروات:
الخضروات الورقية (السبانخ، الكرنب، اللفت)
الحمضيات (البرتقال والجريب فروت)
التوت (التوت الأزرق، التوت الأحمر، الفراولة)
البطاطا الحلوة
الجزر
الحبوب الكاملة:
الأرز البني
خبز القمح الكامل والمعكرونة
الشوفان
الكينوا
الدهون الصحية:
الأفوكادو
زيت الزيتون
الأسماك الدهنية (السلمون، الماكريل، السردين)
المكسرات والبذور
السوائل:
الماء
شاي الأعشاب
الحساء (الخضار، أو الدجاج، أو مرق العظام)
توفر هذه الأطعمة الموصى بها لمرض السل الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة الأساسية لدعم وظيفة المناعة في الجسم، وتعزيز إصلاح الأنسجة، وتخفيف بعض الأعراض الشائعة المرتبطة بمرض السل، مثل فقدان الوزن، والتعب، وضيق التنفس.
الأطعمة التي يجب تجنبها
الأطعمة المصنعة والمرتفعة الدهون:
الأطعمة المقلية
المخبوزات (البسكويت، الكعك، المعجنات)
المشروبات السكرية والوجبات الخفيفة
اللحوم المصنعة (النقانق واللحوم الباردة)
تساهم كميات كبيرة من الكافيين في الإصابة بالجفاف واضطراب أنماط النوم، وهو أمر ضروري لعملية الشفاء في الجسم.
تجنب اللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيدًا، والبيض، ومنتجات الألبان غير المبسترة لتقليل احتمالية الإصابة بالأمراض المنقولة بالغذاء.
من خلال الحد من هذه الأطعمة والتركيز على نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية ومتوازن، يمكن للأفراد المصابين بالسل دعم صحتهم وعافيتهم بشكل عام أثناء العلاج والتعافي.
