كتبت/ سالي جابر
أخصائية نفسية
متلازمة داندي ووكر من الاضطرابات العصبية النادرة التي تصيب الدماغ في مرحلة التكوين داخل الرحم. وهي تؤثر على منطقة تُعرف باسم “الحفرة الخلفية” التي تضم المخيخ، المسؤول عن التوازن والتناسق الحركي. تختلف الأعراض من شخص لآخر، وتتفاوت درجات الإصابة ما بين الخفيفة والشديدة، مما يجعل التشخيص والتعامل مع الحالة تحديًا طبيًا ونفسيًا للأسرة والمحيطين.
ما هي متلازمة داندي ووكر؟
متلازمة داندي ووكر (Dandy-Walker Syndrome) هي عيب خلقي في تكوين الدماغ يتمثل في:
1- تضخم البطين الرابع (أحد تجاويف الدماغ التي تحتوي على السائل الدماغي الشوكي).
2- نقص أو غياب جزئي/كلي في جزء من المخيخ يسمى “دودة المخيخ” (Vermis).
3- توسع في الحفرة الخلفية للدماغ.
غالبًا ما تكون مصحوبة بزيادة في السائل الدماغي الشوكي مما يؤدي إلى استسقاء الرأس.
أسباب المتلازمة:
لا يوجد سبب محدد مؤكد، لكن هناك عوامل قد تساهم في ظهور المتلازمة، منها:
– طفرات أو اضطرابات جينية.
– التعرض للعدوى أو المواد السامة خلال الحمل.
– بعض المتلازمات الوراثية الأخرى قد ترتبط بها، مثل متلازمة إدوارد.
الأعراض:
تختلف الأعراض حسب شدة الحالة، ومن أبرزها:
– تأخر في النمو الحركي والعقلي.
-ضعف التوازن والتناسق الحركي.
-تضخم حجم الرأس.
-نوبات تشنجية في بعض الحالات.
-مشاكل في التنفس أو في حركة العينين.
-صعوبات في التعلم أو مشكلات معرفية.
التشخيص:
يُشخَّص المرض من خلال:
-التصوير بالأشعة مثل الرنين المغناطيسي (MRI) أو الأشعة المقطعية (CT).
– يمكن أن يُكتشف أحيانًا خلال الحمل عبر الأشعة التلفزيونية المتقدمة.
– يتم التأكد من التشخيص بعد الولادة بمزيد من الفحوصات العصبية والوراثية.
العلاج والتعامل مع الحالة:
لا يوجد علاج نهائي للمتلازمة، لكن الهدف هو التعامل مع الأعراض وتحسين جودة حياة الطفل. من طرق العلاج:
-التدخل الجراحي لتركيب صمام لتصريف السائل الزائد (في حالة استسقاء الرأس).
– جلسات علاج طبيعي لتحسين الحركة والتوازن.
– علاج وظيفي وتنمية مهارات.
– دعم نفسي وتربوي للطفل وأسرته.
– المتابعة الدورية مع أطباء الأعصاب، وجلسات التخاطب عند الحاجة.
رغم أن متلازمة داندي ووكر تُعد من الحالات المعقدة، إلا أن الوعي بها والتشخيص المبكر والدعم الأسري والطبي يمكن أن يُحدث فارقًا في حياة الطفل. يظل الأمل والمساندة حجر الأساس في رحلة التعايش مع هذه المتلازمة.
