العين والحسد والموت

كتبت/ رانده حسن
أول جريمة فى تاريخ البشرية كانت بسبب الحسد ، ولهذا الحسد والحقد قتل قابيل أخيه هابيل ، أبناءأبو البشر سيدنا آدم.
وكان الحسد والحقد والغيرة من الشيطان إلى سيدنا آدم ، بسبب المكانة التى وضعها الله سبحانهوتعالى لآدم عليه السلام.
كما كانت الغيرة والحسد السبب وراء إلقاء سيدنا يوسف فى البئر من إخوته للتخلص منه ، بسبب مكانتهعند أبيهم يعقوب عليه السلام.
فقد كان ومازال الحسد من أسوأ الصفات ،ولقد نهانا الدين الحنيف عن تلك الآفة الكريهة ، التى تأكلالقلب والروح وتجعل الإنسان كاره لحياته وحاقد على الغير والحسد يكون بين الإخوة ، الأصدقاء ،الجيران ، الأزواج ، ….كل من نتعامل معهم قد يأتي منه الحسد ، ولهذا حذرنا الرسول الكريم صل اللهعليه وسلم من هذه الصفة الكريهة ، فى قول الرسول الكريم:
1. حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَالْقَدَرَ لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا“.
(صحيح مسلم)
شرح الحديث:
* “الْعَيْنُ حَقٌّ“: هذا تأكيد من النبي صلى الله عليه وسلم على أن تأثير العين (الحسد) أمر ثابت وواقع.
* “وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ“: هذا بيان لعظم تأثير العين وقوتها، فلو كان هناك شيءيمكن أن يسبق قضاء الله وقدره لكانت العين. ولكن قدر الله نافذ لا يغلبه شيء.
* “وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا“: إذا طلب منكم العائن (الشخص الذي أصاب بعينه) أن يغتسل ليرقى بهالمصاب، فافعلوا ذلك. وطريقة الاغتسال أن يغسل العائن أطرافه الداخلية في إناء ثم يصب ذلك الماءعلى المصاب.
2. حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَكْثَرُ مَنْ يَمُوتُ مِنْ أُمَّتِيبِالْعَيْنِ“.
(مسند البزار، قال الألباني: حسن)
شرح الحديث:
يشير هذا الحديث إلى أن العين والحسد قد يكونان سببًا في وفاة الكثير من الناس من هذه الأمة، وهذايدل على خطورة هذا الأمر وضرورة التحصن منه.
3. حديث عائشة رضي الله عنها:
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَسْتَرْقِيَ مِنَ الْعَيْنِ.
(صحيح البخاري ومسلم)
شرح الحديث:
يدل هذا الحديث على جواز الرقية الشرعية من العين، بل واستحبابها، وأن النبي صلى الله عليه وسلمكان يأمر بها.
4. حديث أسماء بنت عميس رضي الله عنها:
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بَنِي جَعْفَرٍ تُصِيبُهُمُ الْعَيْنُ، أَفَأَسْتَرْقِي لَهُمْ؟قَالَ: “نَعَمْ، فَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ“.
(سنن الترمذي، قال الألباني: صحيح)
شرح الحديث:
يؤكد هذا الحديث مرة أخرى على جواز الاسترقاء من العين، ويشير إلى قوة تأثيرها كما في حديث ابنعباس.
الخلاصة:
هذه الأحاديث تدل بوضوح على أن العين والحسد أمر ثابت وله تأثير، وأن الشريعة الإسلامية أباحتالاسترقاء (طلب الرقية) كعلاج ووقاية منه. كما تحث على التحصن بالأذكار والأدعية الشرعية لتجنب أثره.