تقارير

ذكري معركة أوكيناوا واستسلام اليابان

 د/حسين السيد عطيه

السلام من نعم الله علي البشرية وهو الأصل أما الحروب والصراعات فلا تأتي إلا بالخراب والدمار والموت ، ومعركة اوكيناوا من الأحداث التي لاتنسي في تاريخ البشرية عموما وفي تاريخ اليابان خاصة.
وكل عام يتذكر اليابانيين تلك المأساة.

في 23 يونيو من كل عام، تتوقف أوكيناوا لتتذكّر بصمت يومًا محفورًا في ذاكرة اليابان الحديثة — اليوم الذي وضعت فيه معركة أوكيناوا أوزارها في عام 1945، بعد واحدة من أعنف وأطول معارك المحيط الهادئ في الحرب العالمية الثانية. خلفت هذه المعركة المدمّرة أكثر من 200 ألف قتيل من الجنود والمدنيين، لتصبح رمزًا للفقدان، ومناسبة سنوية للتأمل في ثمن الحرب وقيمة السلام.

معركة أوكيناوا: جراح لا تنسى في ذاكرة اليابان
استمرت معركة أوكيناوا من 1 أبريل حتى 23 يونيو 1945، وكانت واحدة من أعنف المعارك البرية في المراحل الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، حيث اندلعت بين القوات اليابانية والأمريكية على أرض جزيرة أوكيناوا، وأسفرت عن مصرع أكثر من 200 ألف شخص، من بينهم جنود ومدنيون، في مشهد مأساوي جسّد هول الحرب.

ومن بين القصص التي خلدتها الذاكرة اليابانية، تبرز مأساة فيلق هيميوري الطلابي، وهو مجموعة من الطالبات والمعلمات تم تجنيدهن في الخطوط الخلفية لتقديم الرعاية الطبية للجنود الجرحى. غير أن الواقع كان مروعًا؛ إذ وُجدن في قلب المعركة، ما أدى إلى مصرع عدد كبير منهن، بما في ذلك حالات انتحار جماعي، في مشهد مفجع لا يزال يؤلم الوجدان الجماعي للجزيرة حتى اليوم.

ويُصادف يوم 23 يونيو من كل عام ”يوم أوكيناوا التذكاري“، باعتباره اليوم الأخير من القتال المنظم في المعركة، وقد أُعلن عطلة رسمية في محافظة أوكيناوا. وخلال هذا اليوم، تُقام مراسم تذكارية مهيبة في حديقة السلام التذكارية في مدينة إيتومان، حيث يُكرّم الضحايا، وتُتلى الدعوات من أجل عالم خالٍ من الحروب.

وتحتضن الحديقة ما يُعرف بـ ”حجر الزاوية للسلام“، وهو نصب رخامي نُقشت عليه أسماء جميع من لقوا حتفهم في المعركة، بغض النظر عن جنسياتهم، في تجسيد حي لرسالة السلام والمصالحة التي تسعى أوكيناوا لنشرها من قلب الألم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى