ديني

هل أنت مستعد لرحلة الإيمان في رمضان؟

كتب د/ حمدان محمد

شهر رمضان ليس مجرد أيام نصومها، بل هو محطة روحية عظيمة تُشحذ فيها الهمم، وتُغسل فيها القلوب من أثقال الدنيا. إنه فرصة ذهبية لمن أراد أن يقترب من الله ويبدأ حياة جديدة بروح نقية وعزم متجدد، فقد قال رسول الله ﷺ: “إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ، فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ ومردة الچان ” (رواه البخاري ومسلم).

فهل أنت مستعد لهذه الرحلة الإيمانية؟

فقبل أن نستقبل رمضان، علينا أن نهيئ قلوبنا له، فنطهرها من الذنوب، ونجدد فيها النية الصادقة. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183]. فرحلة رمضان هي رحلة نحو التقوى، ولن يصل إليها إلا من بدأها بقلب خاشع.

فكما يستعد المسافر لرحلته بحقيبة ممتلئة بكل ما يحتاج، علينا أن نستعد لرمضان بالإيمان والعمل الصالح، من خلال:

1/مراجعة القرآن الكريم، فهو شهر القرآن. قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ﴾ [البقرة: 185].

2/التدرب على الصيام، عبر تقليل العادات الغذائية الخاطئة قبل رمضان.

3/تصحيح علاقتنا بالآخرين، فالمسافر لا يحمل أثقالًا زائدة، لذا علينا التخلص من الشحناء والتصالح مع أنفسنا ومع الناس.

ورمضان ليس شهر التخمة والسهر بلا فائدة، بل هو فرصة لإعادة ضبط إيقاع حياتنا، فكما نهتم بغذاء أرواحنا بالعبادة، يجب أن نهتم بصحة أجسادنا، من خلال الاعتدال في الطعام، والنوم الجيد، وممارسة النشاط البدني.

وقبل أن تحزم أمتعتك لهذه الرحلة العظيمة، تذكر أن النية هي المفتاح، فقد قال النبي ﷺ: “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ” (متفق عليه).

فرمضان ليس مجرد أيام تمضي، بل هو فرصة عمر قد لا تتكرر، فهل أعددت نفسك لهذه الرحلة المباركة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى