الصراع علي العقيدة وعقيدة الصراع

بقلم/ وليد درويش
من أصعب وأعقد المشاهد التي نراها علي الساحات العالمية والإقليمية بل وأشدها فتكا هي صراع المعتقد بأنك تميز نفسك عقائديا أنك الأعلي قدرا وقيمتا وأنك تملك صكوك الغفران ومجامع الكلم وبحور الإيمان وأنك حتما بالجنة وما يختلف عنك حكم عليه بغيابات جب الجهل والحرمان
من أسس منهجية هذا المعتقد إنما أسس للفرقة والتشتت
والصدام والتناحر والتقسيم
فمن المستفيد ؟
لاشك أن من أسس لهذه المنهجية والأيدولوجيا البغيضة
هو عدو لهذه الأمة وأستغل ظروف معينة وأشخاص معينة
لترويج هذا الفكر المسموح وللأسف نجح في هذا المخطط
في أكثر من شكل في المنطقة العربية حتي بالأخير يصل إلى ما يصبو إليه وهو تفتيت الدول العربية والإسلامية علي شكل دويلات ويستبيح مقدراتها وثرواتها ولعل المذهب الشيعي والإخوان المسلمين خير مثال علي الأحداث الذي يراها القاصي والداني لكن هناك من يفسد المخطط بالحكمة والإسلام المعتدل المتمثل في الأزهر الشريف
وعلي الجانب الآخر نري عقيدة صراع منذ نشأة هذا الكيان ودعوة المظلومية وإدعائه بأحقيته كشعب الله المختار في إرثه بالمنطقة مبررا أن التوسع والتهجير حقا شرعيا لدولة إسرائيل الكبري ويروج لهذا الإدعاء في كل منصة دولية وأي مناسبة عالمية ومن المؤسف أن يلقي ما يعرضوه رواجا من قبل دول داعمة بلا شرط أو قيد فهم من ذرعوه زرعا في المنطقة من أجل السيطرة على مقدرات الشعوب العربية والمنافذ البحرية أما عن منظمات المجتمع الدولي فقد عجزت عن التصدي لتلك الطراهات بسبب النفوذ المالي والسياسي لصناع القرار الغربي ومنظمات تدعم بشكل علني وسري مخطط الكيان في التوسع وجرائم الإبادة والتهجير القسري والطوعي فلما لا وقد فعلوها من قبل للسكان الأصليين لأمريكا الشمالية.
إن إزدواجية المعايير في مجتمع دولي كان أحادي القطب
كان ومازال حجر عثرة أمام الإنسانية والعدل والمساواة بين الشعوب في معاقبة المعتدي وفرض القانون الدولي الإنساني عند نشوب صراع ورفض كل محاولات تهجير وإبادة الشعوب الأصلية .
فما زالت الأمم تبحث عن إصلاح المؤسسات الدولية لتكون أكثر فاعلية ومصداقية وعدم الكيل بمكيالين صوب أي قضية وخاصتا القضية الفلسطينية .
كما نراهن علي موقف عربي موحد أكثر تأثيرا في المجتمع الدولي لإنصاف قضية عادلة والتمكن من إنشاء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .
فقد بذلت مصر ومازالت تبذل كل ما هو غالي ونفيس من أجل القضية الفلسطينية وعدم تهجير شعبها الأبي في موقف لا ينسي
كما أن موقفها صلب لا يلين من فكرة التهجير عموما وإلي سيناء الحبيبة خصوصا مهما بلغت التحديات والتضحيات
عاشت مصر القوية العصية حرة أبية شامخة هاماتها عزيزة صواريها بين الأمم .