جمال المعمار الإسلامي

بقلم: أحمد حسنى القاضى الأنصارى
منذ القدم، لم يكن المعمار الإسلامي مجرد طوبٍ وحجارة، بل كان فنًا ناطقًا بالإيمان، ونقشًا يروي قصة حضارة عظيمة، وأرواحًا تاقت للجمال فصاغته في القباب والمآذن والأقواس والنقوش.
المساجد، برحابها واتساعها، لا تُبنى لتؤدي وظيفة فقط، بل لتُحاكي السماء، وتمنح القلب سكينة. القبة ترتفع نحو العلا كأنها تُصلي، والزخارف تهمس بالتوحيد، والضوء يتسلل من المشربيات كأنه نور من جنات الله.
الزخرفة الإسلامية لا تصوّر البشر أو المخلوقات، بل تُعبّر عن التناسق الإلهي من خلال الأشكال الهندسية المتداخلة، والآيات القرآنية المنقوشة بخطوط بديعة، كأنها ورد مزروع في الجدران.
من الأندلس إلى بغداد، ومن القاهرة إلى إسطنبول، ترك المسلمون بصماتهم على العمارة، تُدهش العقول وتبهر الأبصار حتى اليوم.
في كل قوس ونافذة، وفي كل فسيفساء وزخرفة، يتجلى المعنى الحقيقي للجمال… جمال يربط الأرض بالسماء، والفن بالإيمان، والروح بالحجر.