كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
في عالم يتزايد فيه الوعي بأهمية الغذاء الصحي، تبرز بعض الخضروات كنجوم حقيقية لما تقدمه من فوائد جمة للجسم. البامية، تلك الخضار المعمرة التي تزدهر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، هي واحدة من هذه النجوم الخضراء. ورغم أن نكهتها قد توصف بأنها “عشبية قليلاً” أو مقارنة بالباذنجان والفاصوليا الخضراء، إلا أنها تتميز بقدرتها على امتصاص نكهات التوابل والمكونات المحضرة
معها، مما يجعلها إضافة شهية ومتعددة الاستخدامات لمائدتك.
محتوى غذائي مذهل
البامية ليست مجرد إضافة لذيذة، بل هي قوة غذائية حقيقية. كونها نباتًا غير نشوي، فهي خالية من الدهون والكوليسترول، ومنخفضة السعرات الحرارية والصوديوم. كوب واحد من البامية النيئة (حوالي 89.58 جرام ماء) يقدم لك فقط 33 سعرة حرارية، 1.93 جرام بروتين، 0.19 جرام دهون، و7.45 جرام كربوهيدرات، بالإضافة إلى 3.2 جرام من الألياف الغذائية الهامة.
تتميز البامية بكونها مصدرًا ممتازًا لفيتامين سي، ومصدرًا جيدًا للمغنيسيوم، والألياف، وحمض الفوليك (فيتامين ب9)، ومصدرًا معتدلاً للثيامين (فيتامين ب1). علاوة على ذلك، تحتوي بذور البامية على بروتينات ذات تركيبة أحماض أمينية مشابهة لفول الصويا، مما يجعلها مكملًا غذائيًا قيمًا للأنظمة الغذائية المعتمدة على البقوليات والحبوب.
فوائد صحية تتجاوز التوقعات
إضافة البامية إلى نظامك الغذائي يمكن أن يقدم لك مجموعة واسعة من الفوائد الصحية:
خفض مستويات السكر في الدم: غنية بالألياف والمواد الكيميائية النباتية، تساهم البامية في استقرار مستويات السكر في الدم، وقد أظهرت بعض الدراسات أن مستخلصاتها تقلل من مستويات الجلوكوز والكوليسترول.
تعزيز الحمل الصحي: كغيرها من الخضروات ذات اللون الأخضر الداكن، البامية مصدر جيد لحمض الفوليك، وهو ضروري لنمو الجنين الصحي ومنع عيوب الأنبوب العصبي والإجهاض المبكر.
خفض الكوليسترول: بفضل كونها خالية من الدهون المشبعة والكوليسترول، تساهم البامية في الحفاظ على مستويات كوليسترول صحية.
الحفاظ على صحة العظام: توفر البامية الكالسيوم والمغنيسيوم، وهما عنصران غذائيان أساسيان لتمعدن العظام ودعم صحتها، خاصة عند دمجها مع نظام غذائي متوازن وتمارين رفع الأثقال.
العناية بالبشرة: تم استخدام مستخلصات البروتين والزيت من البامية في منتجات العناية بالبشرة لنتائجها المفيدة.
مكافحة التعب: تحتوي قرون البامية على الفلافونويدات والسكريات المتعددة والبوليفينول ذات الخصائص المضادة للأكسدة والتعب، مما قد يساهم في زيادة مستويات الطاقة.
حماية الكبد: استهلاك زيت بذور البامية يحمي الكبد بفعالية بفضل خصائصه المضادة للأكسدة القوية.
المساعدة في الهضم: الألياف الوفيرة في البامية تدعم صحة الجهاز الهضمي، تقلل من الإمساك، وقد تحمي الأمعاء من بكتيريا الملوية البوابية التي تسبب القرحة.
مكافحة السرطان: أظهرت دراسات مختبرية تأثيرات مضادة للأورام لعديدات السكاريد الموجودة في البامية على الخلايا السرطانية، وتتطلب المزيد من الأبحاث لتأكيد فعاليتها.
تنظيم ضغط الدم: كمصدر معتدل للمغنيسيوم، تساهم البامية في الحفاظ على ضغط الدم وتنظيمه، كجزء من نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية.
نصائح عملية لاستخدام البامية
للتغلب على القوام اللزج الذي قد لا يفضله البعض، اختر البامية الطازجة ذات الألوان الزاهية. يمكن أن يساعد استخدام الحرارة العالية أثناء الطهي، أو تجفيف البامية تمامًا قبل الطهي. نصائح أخرى تشمل تقطيعها وهي مجمدة، أو نقعها في الخل لمدة 30 دقيقة قبل الاستخدام. ويمكن تناول أوراق البامية النيئة في السلطات، بينما يفضل عادة الاستمتاع بالقرون مطبوخة. وللباحثين عن فوائد إضافية، يمكن نقع البامية طوال الليل في الماء وشرب هذا الماء في الصباح بعد إزالة القرون، للمساعدة في خسارة الوزن وتحسين مستويات السكر في الدم.
اعتبارات هامة
رغم فوائدها، يجب الانتباه إلى حساسية البامية المحتملة التي قد تسبب أعراضًا مثل الحكة والشرى وصعوبة التنفس. كما ينصح الأشخاص الذين يتناولون الميتفورمين (دواء السكري) بتناول البامية بكميات معتدلة، حيث قد تقلل من امتصاص الدواء وفعاليته.
