كتبت: د.إيمان بشير ابوكبدة
القصور الوريدي المزمن هو حالة تحدث عندما لا تستطيع أوردة الساقين ضخ الدم بكفاءة كافية للعودة إلى القلب. ينجم هذا عن ضعف جدران الأوردة وتلف الصمامات الموجودة داخلها، والتي يفترض بها أن تمنع رجوع الدم. يؤدي هذا الخلل إلى تجمع الدم في الساقين، مما يرفع الضغط داخل الأوردة ويتسبب في ظهور مجموعة من الأعراض.
الأسباب الرئيسية للقصور الوريدي المزمن
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى القصور الوريدي المزمن، ومن أبرزها:
الجلطات الدموية السابقة (خاصة الخثار الوريدي العميق): تعد الجلطات من الأسباب الشائعة، حيث يمكن أن يؤدي التندب الناتج عنها إلى إتلاف الصمامات الوريدية.
الدوالي الوريدية: تعرف بالدوالي الأوردة المتضخمة والملتوية، وهي نتيجة مباشرة أو سبب للقصور الوريدي، حيث تكون صماماتها تالفة.
ضعف صمامات الأوردة: حتى بدون جلطات سابقة، قد تكون الصمامات ضعيفة وراثيًا أو تتلف بمرور الوقت.
الحمل: يمكن أن يزيد الحمل من الضغط على الأوردة في منطقة الحوض والساقين.
السمنة: الوزن الزائد يضع ضغطًا إضافيًا على الأوردة.
قلة الحركة والوقوف أو الجلوس لفترات طويلة: هذه العوامل تعيق عودة الدم بشكل طبيعي إلى القلب.
الإصابات أو الجراحات السابقة في الساق: قد تؤدي إلى تلف الأوردة والصمامات.
التاريخ العائلي: يلعب العامل الوراثي دورًا في زيادة خطر الإصابة.
الأعراض الشائعة للقصور الوريدي المزمن
تتراوح أعراض القصور الوريدي المزمن في شدتها وتزداد سوءًا مع تقدم الحالة. تشمل الأعراض الرئيسية ما يلي:
تورم الساقين والكاحلين: خاصة بعد الوقوف لفترات طويلة، ويتحسن عادةً بعد رفع الساقين.
ألم وثقل في الساقين: غالبًا ما يزداد سوءًا في نهاية اليوم أو بعد النشاط البدني.
دوالي وريدية: ظهور أوردة متضخمة وملتوية وبارزة تحت الجلد.
تغيرات في الجلد:
تغير لون الجلد: يصبح بنيًا محمرًا أو داكنًا، خاصة حول الكاحلين.
حكة وتقشر الجلد.
تصلب وشد الجلد (تصلب الجلد الشحمي).
تقلصات ليلية في الساقين.
وخز أو تنميل أو شعور بالحرقة في الساقين والقدمين.
قرح وريدية (تقرحات مفتوحة): تظهر غالبًا حول الكاحلين في الحالات المتقدمة، وقد تكون مؤلمة ويصعب شفاؤها.
مراحل القصور الوريدي المزمن
يمكن تقسيم القصور الوريدي المزمن إلى مراحل تعتمد على الأعراض والعلامات الظاهرة:
المرحلة 0: ألم وثقل في الساقين دون علامات مرئية.
المرحلة 1: ظهور أوعية دموية صغيرة كالشعيرات العنكبوتية (الأوردة العنكبوتية).
المرحلة 2: ظهور دوالي وريدية (أوردة متضخمة وبارزة).
المرحلة 3: تورم في الساقين (وذمة) دون تغيرات في الجلد.
المرحلة 4: تغيرات في لون الجلد أو سماكته.
المرحلة 5: قرح جلدية (قرح وريدية) ملتئمة.
المرحلة 6: قرح جلدية نشطة وغير ملتئمة.
علاج القصور الوريدي المزمن
يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض، ومنع تفاقم الحالة، وتحسين نوعية الحياة. يشمل العلاج عادةً مجموعة من الإجراءات:
تغييرات في نمط الحياة
رفع الساقين: رفع الساقين فوق مستوى القلب لعدة مرات في اليوم يساعد على تقليل التورم وتحسين تدفق الدم.
ممارسة الرياضة بانتظام: خاصة التمارين التي تحرك عضلات الساق (مثل المشي) لضخ الدم إلى القلب.
الحفاظ على وزن صحي: يقلل من الضغط على الأوردة.
تجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة: والحركة بشكل متقطع إذا كان لا بد من ذلك.
العلاج بالضغط
الجوارب الضاغطة: تُعد أساس العلاج، حيث تساعد على ضغط الأوردة وتحسين تدفق الدم ومنع تجمع السوائل.
الأدوية
قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تساعد في تخفيف الأعراض مثل الألم أو التورم، أو لتقوية جدران الأوردة.
الإجراءات غير الجراحية
المعالجة بالتصليب: حقن محلول في الوريد المتضرر ليتسبب في انكماشه وامتصاصه من قبل الجسم. تُستخدم غالبًا للأوردة العنكبوتية والدوالي الصغيرة.
العلاج الحراري داخل الوريد: استخدام الليزر أو موجات الراديو لتسخين الوريد المتضرر وإغلاقه.
العلاج الجراحي
قد يتم اللجوء للجراحة في الحالات الشديدة أو عندما لا تنجح العلاجات الأخرى. تشمل الإجراءات الجراحية:
الربط: قطع وربط الأوردة المتضررة.
النزع: إزالة الأوردة الكبيرة المتضررة من خلال شقوق صغيرة.
الوقاية من القصور الوريدي المزمن
للوقاية من القصور الوريدي المزمن أو تقليل خطر تطوره، يمكن اتباع الإرشادات التالية:
الحفاظ على وزن صحي.
ممارسة الرياضة بانتظام.
تجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة قدر الإمكان.
رفع الساقين عند الراحة.
الإقلاع عن التدخين.
ارتداء الجوارب الضاغطة إذا كنت معرضًا للخطر أو تشعر بأعراض خفيفة.
معالجة أي جلطات دموية في الساق على الفور.
إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، فمن المهم استشارة الطبيب لتشخيص الحالة ووضع خطة العلاج المناسبة.
