بصيص أمل جديد: فيتامين د3 النانوي يُظهر نتائج واعدة في علاج أعراض التوحد

د. إيمان بشير ابوكبدة
يبدو أن هناك تطورًا مثيرًا في الأفق بالنسبة للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد. لطالما أشار الباحثون إلى أن الأطفال المصابين بالتوحد يميلون إلى امتلاك مستويات أقل من فيتامين د، المعروف بفيتامين “أشعة الشمس”، وهو ضروري لنمو دماغ الجنين. ومع ذلك، كانت الدراسات السابقة التي تبحث في تأثير مكملات فيتامين د التقليدية على أعراض التوحد تُظهر نتائج متباينة.
الآن، تُشير دراسة مصرية حديثة إلى أن شكلًا خاصًا من فيتامين د3 يُعرف باسم “المستحلب النانوي” يُظهر نتائج واعدة في تحسين الأعراض الأساسية للتوحد.
المستحلب النانوي: مفتاح لتحسين السلوك واللغة
أفاد الباحثون في عدد يونيو من مجلة LabMed Discovery أن “المستحلب النانوي المحمل بفيتامين د3 قدم تأثيرًا فعالًا وحقيقيًا على السلوك التكيفي والقدرات اللغوية للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، وليس فقط على ارتفاع مستويات فيتامين د3 في الدم”.
شملت الدراسة 80 طفلًا مصابًا بالتوحد، تتراوح أعمارهم بين 3 و 6 سنوات، تم تقسيمهم إلى مجموعتين. تلقت إحدى المجموعتين المستحلب النانوي من فيتامين د3، بينما تناولت المجموعة الأخرى مكملًا تقليديًا لفيتامين د لمدة ستة أشهر.
توجد مجموعتان رئيسيتان من فيتامين د: فيتامين د2 الموجود في النباتات والفطريات، وفيتامين د3 الموجود في الحليب وصفار البيض والذي يُصنّع في الجلد عند التعرض لأشعة الشمس. يُعتبر فيتامين د3 عمومًا أكثر فعالية في رفع مستويات فيتامين د في الدم من فيتامين د2.
نتائج مبهرة وتأثيرات إيجابية
كشفت الدراسة أن المستحلب النانوي – الذي يتم فيه تعليق قطرات دقيقة من فيتامين د3 في وسط سائل – أدى إلى تحسن كبير في مستويات فيتامين د3 وأعراض التوحد الأساسية.
وذكر الباحثون أن “تغذية الأطفال المصابين بالتوحد باستخدام مستحلب النانو المحمل بفيتامين د3 أدى إلى انخفاض شدة التوحد وارتفاع معدل الذكاء الاجتماعي، وخاصة الأداء الحركي الدقيق والقدرات اللغوية للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، دون آثار سلبية”.
يُعتقد على نطاق واسع أن فيتامين د3 يلعب دورًا هامًا في الذاكرة والمزاج والسلوك وتنظيم النوم. كما ثبت أنه يعزز نشاط الجلوتاثيون بيروكسيديز 1، وهو أحد مضادات الأكسدة القوية في الجسم.
تُشير هذه النتائج إلى إمكانية وجود نهج جديد ومبتكر للمساعدة في تحسين جودة حياة الأطفال المصابين بالتوحد.