تسع عادات يومية تسبب شيخوخة الدماغ

كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
في رحلة الحياة، نسعى جميعًا للحفاظ على صحتنا البدنية والعقلية لأطول فترة ممكنة. وبينما نولي اهتمامًا كبيرًا لصحة القلب والعظام، غالبًا ما نغفل عن عضو حيوي لا يقل أهمية: الدماغ. فالدماغ، مثل أي عضو آخر، يتأثر بالعادات اليومية التي نمارسها، وبعض هذه العادات قد تسرع من وتيرة شيخوخته، مما يؤثر على قدراتنا المعرفية والذاكرة والتركيز.
قلة النوم المزمنة: عدو الدماغ الأول
النوم ليس مجرد فترة راحة للجسم، بل هو وقت حاسم لإصلاح وتجديد خلايا الدماغ. عندما لا نحصل على قسط كافٍ من النوم الجيد (7-9 ساعات للكبار)، يتراكم البروتين بيتا-أميلويد في الدماغ، وهو أحد السمات المميزة لمرض الزهايمر. كما أن قلة النوم تؤثر على الذاكرة والتعلم والقدرة على اتخاذ القرارات.
الحمية الغذائية غير الصحية: وقود الدماغ الخطأ
ما نأكله يؤثر بشكل مباشر على صحة دماغنا. الأنظمة الغذائية الغنية بالسكريات المضافة والدهون المشبعة والمصنعة تؤدي إلى الالتهاب في الدماغ، مما يضر بالخلايا العصبية ويقلل من وظائفها المعرفية. على النقيض، الأنظمة الغذائية الغنية بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والدهون الصحية (مثل أوميغا 3) تغذي الدماغ وتحميه من التدهور.
الخمول البدني: الدماغ الكسول
نعلم جميعًا أن ممارسة الرياضة مفيدة للجسم، لكنها ضرورية أيضًا للدماغ. النشاط البدني يزيد من تدفق الدم إلى الدماغ، مما يزودها بالأكسجين والمغذيات. كما أنه يعزز نمو خلايا عصبية جديدة ويحمي من فقدان حجم الدماغ. قلة الحركة تؤدي إلى ضعف الدورة الدموية في الدماغ وتسرع من شيخوخته.
العزلة الاجتماعية: الدماغ المنعزل
البشر كائنات اجتماعية بطبعهم، والتفاعل الاجتماعي يلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة الدماغ. التحدث مع الآخرين، المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، والتطوع كلها تحفز الدماغ وتحافظ على نشاطه. العزلة الاجتماعية تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، وكلاهما يرتبط بتدهور الوظائف المعرفية.
الإجهاد المزمن: السم الهادئ
الضغوطات الحياتية أمر لا مفر منه، لكن الإجهاد المزمن يطلق هرمونات مثل الكورتيزول التي يمكن أن تكون سامة لخلايا الدماغ، وخاصة في منطقة الحُصين المسؤولة عن الذاكرة. التعرض المستمر للإجهاد يؤدي إلى انكماش في حجم الدماغ وضعف في القدرات المعرفية.
عدم تحدي الدماغ: الدماغ الذي لا يعمل يصدأ
مثل العضلات، يحتاج الدماغ إلى التمرين للحفاظ على قوته. عدم الانخراط في أنشطة تحفز الدماغ، مثل تعلم مهارة جديدة، قراءة الكتب، حل الألغاز، أو تعلم لغة جديدة، يؤدي إلى ضعف الروابط العصبية وتراجع الوظائف المعرفية.
التدخين وإدمان الكحول: السموم المباشرة
التدخين يضر بالأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ، مما يقلل من تدفق الدم والأكسجين. كما أنه يزيد من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والخرف. إدمان الكحول يدمر خلايا الدماغ بشكل مباشر ويؤثر على الذاكرة والتوازن والتنسيق.
عدم معالجة المشاكل الصحية المزمنة: الإهمال يضر
أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري، ارتفاع الكوليسترول، والاكتئاب إذا لم يتم التحكم فيها بشكل فعال، يمكن أن يكون لها تأثير سلبي كبير على صحة الدماغ بمرور الوقت. هذه الحالات يمكن أن تضر بالأوعية الدموية الدماغية وتزيد من خطر التدهور المعرفي.
التعرض المفرط للضوضاء: إرهاق الدماغ
التعرض المستمر للضوضاء العالية، خاصة أثناء النوم، يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة الدماغ. الضوضاء تزيد من مستويات هرمونات التوتر وتعطل دورة النوم، مما يؤثر على قدرة الدماغ على الإصلاح والتجديد.