بقلم: أحمد القاضى الأنصارى
تأتي على الإنسان لحظة مُرّة،
يكتشف فيها أن من وقف بجانبه في شدّته،
هو نفسه الذي خذله حين احتاجه.
ليس عن قصد،
ولا عن جحود،
بل ربما كانت الحياة مضطربة،
والذهن منشغلاً،
والقلب مثقلاً بالهموم دون أن يشعر.
ثم تأتي لحظة الصحو،
تنتبه فيها النفس،
ويتحرّك الضمير،
ويؤلمك التقصير…
فتُسرع بكل صدق كي تعتذر،
كي تشرح،
كي تقول ببساطة:
أنا آسف، لم أقصد أن أختفي.
لكن المفاجأة:
الباب مغلق،
والقلب الذي كان يومًا مفتوحًا،
أصبح مكسوًّا بالصمت،
والوجع،
والرفض.
في تلك اللحظة، يكون الألم مضاعفًا:
ندم لأنك تأخرت،
وعجز لأنك لا تملك الآن ما يُصلح ما فات.
تشعر وكأنك واقف أمام شخص
كان نورًا في عتمة أيامك،
فكنت له ظلًّا في ضوء نهاره.
تحاول أن تكتب له،
أن تنتظر لعله يلين،
أن تدعو له من قلبك دون أن يعلم…
وتقول في خشوع:
يا رب، إن لم يُسامحني، فارزقه السكينة، وداوِ قلبه.
ثم تمضي،
وقلبك يحمل الألم،
ولسانك لا يتوقف عن الذكر والدعاء.
وتتعلّم:
أن من يقف معك لا يُنسى،
وأن من يحتاجك لا يُخذل،
وأن بعض الفرص لا تتكرّر،
وأن بعض التأخيرات قد تسلبك قلوبًا لا تُعوّض…
