التوحّد ليس مرضًا .. لكنه رحلة إنسانية مختلفة 

بقلم: بسمله السيد

ما هو التوحد؟ هل للتوحد أسباب؟ هل أطفال التوحد ليس لديهم مشاعر؟ هل طفل التوحد بيعيش حياة خاصة ومختلفة غيرنا؟ لماذا يحب طفل التوحد الروتين؟ ولماذا يشعر بإضطراب إذا تغير شئ في يومه؟

ماهو التوحد؟

اضطراب طيف التوحد (Autism) هو عبارة عن نمو عصبي أو حالة عصبية ونمائية تؤثر على كيفية تفاعل الشخص مع الآخرين، والتواصل معهم، ومع سلوكهم .

يتميز بوجود صعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل، وأنماط سلوكية أو اهتمامات محدودة ومتكررة.

أسباب التوحد

أسباب التوحد غير مفهومة بشكل كامل، ولكن يُعتقد أنها مزيج من العوامل الوراثية والبيئية. لا يوجد سبب واحد للتوحد، بل هو اضطراب معقد يؤثر على تطور الدماغ والسلوك.

العوامل الوراثية :

١. الجينات.

٢. الطفرات الجينية.

٣. التاريخ العائلي:

أي أنه هناك فرد في العائلة مصاب بالتوحد .

 

العوامل البيئية :

١. التعرض لبعض المواد:

التعرض لملوثات الهواء أو بعض الأدوية أثناء الحمل

٢. الإصابة بالعدوى:

بعض أنواع العدوى مثل: الحصبة الألمانية أو العدوى بالفيروس المضخم للخلايا .

٣. عمر الوالدين:

تشير بعض الدراسات إلى أن الأطفال المولودين لآباء أكبر سنًا قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتوحد.

٤. الولادة المبكرة.

متى يجب إستشارة الطبيب؟

يجب إستشارة طبيب بمجرد ملاحظة أي تأخير في النمو، أو علامات اضطراب طيف التوحد، أو مخاوف لدى الوالدين بشأن نمو طفلهم، وقد يكون ذلك قبل سن الثانية من العمر.

التشخيص والتدخل المبكران أمران حيويان، حيث يوفران الدعم اللازم في وقت مبكر لتحسين المهارات الحياتية للطفل والحد من ظهور سلوكيات ثانوية أكثر شدة.

هل طفل التوحد بلا مشاعر؟

في الحقيقة ،أن أطفال التوحد يملكون مشاعر فياضه مثل الحب والفرح والغيرة والغضب والحزن ؛ولكن الفرق انهم يعبرون عنها بطريقة مختلفة ويصعب على البعض منا فهمها .

أعراض التوحد وعلاماته المبكره

تظهر أعراض التوحد عند الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، وقد ينمو أطفال آخرون مصابون بذلك الاضطراب بشكل طبيعي خلال الأشهر أو السنوات القليلة الأولى من حياتهم، ولكن فجأة يصبحون انطوائيين أو عدائيين، أو يفقدون المهارات اللغوية التي اكتسبوها بالفعل. ويتميز كل طفل مصاب بإضطراب طيف التوحد بنمط سلوكي فريد، ومستوى معين من حدة الإضطراب، يتأرجح بين انخفاض وارتفاع الأداء الوظيفي.

علامات في التواصل والتفاعل الاجتماعي:

١. ضعف التواصل البصري.

٢. تأخر أو ضعف في الكلام.

٣. قلة الاهتمام بالآخرين.

٤. صعوبة في التفاعل الاجتماعي.

٥. ردود فعل عاطفية غير متوقعة.

علامات في السلوك والاهتمامات :

١. السلوكيات المتكررة.

٢. الاهتمامات المقيدة.

٣. الحساسية الحسية.

٤. عادات غذائية ونوم غير تقليدية.

لماذا يفضل طفل التوحد الروتين؟

الروتين يخفف من صعوبات الانتقال ويجعل العالم من حوله أكثر قابلية للفهم، مما يحسن سلوكه العام وقدرته على التعلم والتفاعل، حيث يعمل أيضًا على

١. تقليل التوتر والقلق.

٢. زيادة الأمان والثقة.

٣. تحسين التنظيم الذاتي.

٤. تسهيل الفهم والتواصل.

٥. تطوير المهارات.

٦. الاستقلال واحترام الذات.

قدرات ومواهب خلف صمت طفل التوحد

القوة والقدرات التي يمكن أن ترتبط بشكل مباشر بتشخيصهم، بما في ذلك:

١) تعلم القراءة في سن مبكرة جدًا (المعروف باسم فرط القراءة).

٢) حفظ وتعلم المعلومات بسرعة.

٣) التفكير والتعلم بطريقة بصرية.

٤) القدرة على التفكير المنطقي.

٥) قد يتفوق (إن كان قادراً) في المجالات الأكاديمية مثل العلوم والهندسة والرياضيات لأنها مواضيع تقنية ومنطقية لا تعتمد بشكل كبير على التفاعل الاجتماعي.

٦) امتلاك ذاكرة جيدة بشكل غير عادي (القدرة على تذكر الحقائق لفترة طويلة من الزمن).

٧) دقيقًا ومهتمًا بالتفاصيل.

٨) الصدق والموثوقية الاستثنائية.

٩) لديهم إحساس ممتاز بالاتجاه.

١٠) الالتزام القوي بالقواعد.

١١) القدرة على التركيز لفترات طويلة من الزمن عند تحفيزه.

١٢) السعي نحو الكمال والنظام.

١٣) القدرة على حل المشكلات البديلة.

١٤) نضارة نادرة وإحساس بالدهشة.

دور الأسرة والمجتمع في إحتواء طفل التوحد

الآسرة هي التي تخصص أكبر وقت مع الطفل و هي التي تراقب و تلاحظ أي مشكلة أو تطورات على سلوكه و هي التي تنقل المعلومات و الملاحظات عن جوانبه غير العادية، كما ان الوالدان هما أول من يتلقيا الصدمة و المفاجأة بعد مرحلة التشخيص و يعيشان مرحلة الرفض و الانكار للحالة و التنقل من حالة الى أخرى، الى أن يصل الامر بهم لتقبل الحالة و البحث عن برامج التأهيل المناسبة .

لذا يتطلب الأمر توفير بيئة داعمة وآمنة تركز على فهم احتياجات الطفل الفريدة وتلبية متطلباته الحسية والسلوكية والاجتماعية ، ويشمل ذلك:

١. بناء علاقات إيجابية.

٢. تطبيق روتين منتظم.

٣. تعزيز المهارات الاجتماعية من خلال اللعب المنظم.

٤. تعديل البيئة الحسيّة.

٥. الحصول على الدعم من المتخصصين وتبادل المعلومات مع الأسر الأخرى لضمان رفاهية الطفل وجميع أفراد الأسرة.

“في النهاية، طفل التوحّد ليس مريضًا، بل هو طفل ذكي يعيش رحلة إنسانية مختلفة عن غيره، وقد يملك مهارات وقدرات تميّزه أحيانًا عن الأطفال العاديين، وكل ما يحتاجه هو الاحتواء والتفهّم وقلوب إنسانية تمنحه الحب، دون أن تجعله يشعر باختلافه.”

Related Posts

تطور التعليم في مصر

دولت فاروق شهدت العملية التعليمية في الآونة الأخيرة تطورا واهتماما موسعا ، بدءا من تطوير المناهج الدراسية،وسد عجز المدرسين في المدارس ومحاولات عديدة لحل مشاكل الكثافة المدرسية و موازنة أعداد…

الفتاة لا ترث لأنها لم تعمل مع والدها

د. فرج العادلي يقول بعض الناس في الريف، والصعيد، إن الفتاة لا تستحق الميراث كاملا مثل الولد؛ لأنها لم تشارك في بناء ثروة الوالد مثل أخيها !! والحقيقة: إن الفتاة…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *