بقلم : عادل النمر
الحب هو تلك الرعشة الأولى حين تلتقي العيون، هو قدر خفي يتسلل إلى أرواحنا دون إذن، ويغزو قلوبنا في لحظة لا ندركها. ولا نستطيع أن نهرب منه أو من عذابه، لأنه ليس بأيدينا، بل يسكننا رغما عنا ويأبى الرحيل.
الحب هو وعد صامت لا يكتبه الحبر، ولكنه التقاء الأرواح.
الحب عهد أن تبقى القلوب متصلة مهما ابتعدت المسافات.
أحببتها حتى الجنون، حتى صار وجودها هواء أتنفسه، وغيابها اختناقا لا يحتمل.
قد يتحول الحب في لحظة إلى ألم لا يُطاق، وحنين لا يُشفى، ووجع يسكن الأعماق ولا يهدأ.
لك الله يا قلبي، كيف تحملت عذاب كل هذه السنين؟
في الحب، لا شيء يوجع القلب أكثر من قسوة من كان يومًا مصدر الحنان.
تعبت أمثّل أني بخير، وأنا أموت في غيابك. وبقدر أنك لستَ لي… أدمنت حضورك في حياتي.
أنت سري الذي أُتقن إخفاءه عن الجميع، لكنني أعجز عن إخفاء حبك عن قلبي.
أحببتك فوق طاقتي، وفوق القدر الذي يحتمله قلبي.
ولكنني أُعلن أنك، وإن كنت سرابا، وإن كنت حلما…
ستظل بخاطري، ما دام بالقلب نبض، وبالروح أنفاس.
فليعلم العالم كله أنني أحببتك حتى الموت.
الموت ليس النهاية، بل بداية أخرى لحب لا يعرف الرحيل. إن فرّقنا التراب يومًا، فسأهدم جدار الحياة، وسأقتلع أبواب الموت لأعانقك من جديد. فليكتب القدر ما يشاء، وليعلن الكون نهايته، أما نحن… فحكايتنا خالدة، تُروى في السماء قبل الأرض.
حتى الموت كان أضعف من أن يفرقنا. إذا انتزع الجسد، فلا يستطيع أن ينتزعك من دمي. سأعيش أحملك في نبضي، وأموت وفي عروقي اسمك، وسأقف يوم القيامة في وجه الخلق جميعًا لأصرخ: هذه حبي… وهذا قدري… ولن أتركك حتى أمام عرش الله.
وإذا لم يكتب لنا القدر اللقاء أبدًا، ستظل أرواحنا في حالة عناق.
