كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة 

متلازمة ألفا-غال هي رد فعل تحسسي متأخر وخطير تجاه اللحوم الحمراء ومنتجات الثدييات. على عكس الحساسية الغذائية التقليدية التي تظهر بعد دقائق من تناول الطعام، فإن أعراض هذه المتلازمة تظهر بعد ساعات، مما يجعل تشخيصها صعباً. السبب الرئيسي هو جزيء سكري يسمى “جزيء ألفا-غال” (Galactose-alpha-1,3-galactose)، وهو موجود في لحوم معظم الثدييات. عندما يقوم قراد، مثل القراد ذو النجمة الوحيدة في أمريكا الشمالية، بلدغ إنسان، فإنه ينقل هذا الجزيء إلى مجرى الدم. في بعض الأجسام، يتعرف الجهاز المناعي على هذا الجزيء كجسم غريب ويطور أجسامًا مضادة (IgE) لمحاربته، مما يؤدي إلى حساسية تجاه اللحوم التي تحتوي على نفس الجزيء.

الأعراض

تظهر أعراض متلازمة ألفا-غال عادةً بعد 2 إلى 6 ساعات من تناول اللحوم الحمراء أو المنتجات المشتقة من الثدييات. وقد تختلف الأعراض من شخص لآخر وتتراوح من خفيفة إلى شديدة، وتشمل:

أعراض جلدية: طفح جلدي، حكة، شرى (خلايا النحل)، أو تورم في الشفاه والوجه واللسان والحلق.

أعراض في الجهاز الهضمي: ألم في البطن، إسهال، غثيان، أو قيء.

أعراض تنفسية: ضيق في التنفس، أزيز، أو سعال.

أعراض أخرى: صداع، انخفاض في ضغط الدم، دوار، أو إغماء.

في الحالات الشديدة، قد تؤدي المتلازمة إلى رد فعل تحسسي خطير يسمى “التَّأَق” (Anaphylaxis) الذي يمكن أن يكون مهددًا للحياة إذا لم يتم علاجه على الفور.

التشخيص

يشمل تشخيص متلازمة ألفا-غال ما يلي:

التاريخ الطبي للمريض: حيث يسأل الطبيب عن الأعراض وتاريخ التعرض للدغات القراد.

الفحص البدني.

فحص الدم: للكشف عن الأجسام المضادة المحددة لجزيء ألفا-غال (IgE).

اختبار الجلد: قد يستخدم في بعض الحالات للتأكد من وجود حساسية تجاه أنواع معينة من اللحوم.

العلاج

لا يوجد علاج شافٍ لمتلازمة ألفا-غال، ولكن يمكن التحكم فيها عن طريق تجنب تناول اللحوم الحمراء (مثل لحم البقر، لحم الخنزير، ولحم الضأن)، ومنتجات الألبان، وغيرها من المنتجات التي تحتوى على ألفا-غال. قد يصف الأطباء أيضًا مضادات الهيستامين أو حقن الإبينيفرين (الأدرينالين) للحالات الطارئة.

قد تتحسن أعراض المتلازمة أو تختفي بمرور الوقت إذا لم يتعرض الشخص للمزيد من لدغات القراد.