د. إيمان بشير ابوكبدة
اقترحت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني اليوم عقد قمة عاجلة بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية والحلفاء بشأن التحديات المشتركة مثل أوكرانيا، لتجنب “الانقسامات التي تضعف الغرب”.
أصدرت ميلوني، أحد الزعماء الأوروبيين القلائل الذين أشاد بهم دونالد ترامب علنًا، بيانًا الجمعة بعد الخلاف العلني بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في واشنطن والرئيس الأمريكي المضيف.
وقالت رئيسة الحكومة الإيطالية في بيان أصدره مكتبها: “هناك حاجة لقمة فورية بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية والحلفاء للتحدث بصراحة حول الكيفية التي نعتزم بها مواجهة التحديات الكبرى اليوم، بدءا بأوكرانيا، التي دافعنا عنها معا في السنوات الأخيرة، وتلك التي سنضطر لمواجهتها في المستقبل”.
وأضافت أن “هذا هو الاقتراح الذي تنوي إيطاليا تقديمه لشركائها خلال الساعات القليلة المقبلة”.
ودعت ميلوني أيضا إلى تجنب الانقسامات بين الدول الغربية.
“إن كل انقسام في الغرب يضعفنا جميعا ويصب في صالح أولئك الذين يرغبون في رؤية تراجع حضارتنا، ليس تراجع قوتها ونفوذها، بل تراجع المبادئ التي تأسست عليها، وأولها الحرية”، كما لاحظ ميلوني.
وحذرت زعيمة حزب “إخوان إيطاليا” القومي الذي يعتبر أحد حلفاء ترامب الرئيسيين في أوروبا من أن “هذا التقسيم ليس في مصلحة أحد”.
وأظهرت ميلوني علاقات وثيقة مع ترامب، إذ زارته قبل وقت قصير من تنصيبه في مقر إقامته في مار إيه لاغو، وحضرت أيضًا حفل تنصيبه.
واختلفت تصريحات رئيسة الوزراء الإيطالي عن تصريحات زعماء أوروبيين آخرين، الذين أعربوا بشكل رئيسي عن دعمهم لزيلينسكي ووعدوا بمواصلة مساعدة كييف في القتال ضد الغازي الروسي، والذي بدأ قبل ثلاث سنوات.
وفي رسالة على شبكة التواصل الاجتماعي إكس، مماثلة لتلك التي نشرها رئيسا المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا والبرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن زيلينسكي “ليس وحيدا أبدا”، وأوصت بأن “يكون قويا وشجاعا ولا يعرف الخوف”.
ونشرت الرسائل بعد وقت قصير من مغادرة زيلينسكي البيت الأبيض قبل الأوان عقب اجتماع مع ترامب في المكتب البيضاوي أمام وسائل الإعلام، والذي تحول إلى مواجهة لفظية غير مسبوقة.
ورفع ترامب صوته وهدد ضيفه بـ”التخلي” عن أوكرانيا إذا لم يقدم تنازلات لروسيا.
وقال دونالد ترامب في رسالة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تروث سوشيال” إنه “يمكنه العودة عندما يكون مستعدا للسلام”.
ولم يتم توقيع الاتفاقية الخاصة بالمعادن والهيدروكربونات والبنية التحتية الأوكرانية، التي سافر رئيس الدولة الأوكراني إلى واشنطن من أجلها، ولا المؤتمر الصحفي المشترك الذي كان مخططا له في نهاية الاجتماع.
واتهم ترامب أيضا نظيره الأوكراني، الذي كان هناك أيضا سعيا للحصول على دعم واشنطن بعد ثلاث سنوات من الحرب مع روسيا، بـ “عدم احترام الولايات المتحدة” في المكتب البيضاوي، مؤكدا أن الولايات المتحدة أعطت أوكرانيا الكثير من المال وأنه “يجب أن يكون أكثر امتنانا”.
وفي مشهد من التوتر غير المسبوق، استمر لعدة دقائق وشارك فيه أيضا نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، رفع الزعماء الثلاثة أصواتهم وتحدثوا في نفس الوقت عدة مرات.
وانتقد ترامب زيلينسكي بشكل خاص لأنه “وضع نفسه في موقف سيئ للغاية” فيما يتعلق بروسيا، وقال له إنه “لم يكن يمسك بالأوراق” فيما يتعلق بنتيجة الحرب.
وقال له ترامب منزعجا بشكل واضح: “إنك تلعب بحياة ملايين البشر. إنك تلعب بالحرب العالمية الثالثة”.
