دارين عوض
لم تكن المرأة في مصر القديمة مجرد ظل للرجل، بل كانت شريكًا فاعلاً ومؤثرًا في جميع جوانب الحياة. لقد تميزت مكانتها بمزيج فريد من الاستقلالية والاحترام، وهو ما جعلها تتبوأ مكانة متقدمة جدًا مقارنة بالعديد من الحضارات الأخرى في تلك الفترة. كانت القوانين المصرية تمنحها حقوقًا واسعة، بدءًا من حقها في امتلاك الأراضي وإدارتها، ومرورًا بممارسة التجارة، ووصولًا إلى الحق في الطلاق ورفع الدعاوى القضائية.
حقوق ومساواة
كانت المرأة الفرعونية تتمتع بحقوق قانونية متساوية تقريبًا مع الرجل. يمكنها أن تشتري وتبيع العقارات، وتوقع عقودًا قانونية بنفسها، وتورث الأملاك وتوصي بها. لم تكن هذه الحقوق حبرًا على ورق، بل كانت جزءًا من النسيج الاجتماعي اليومي. كانت وثائق الزواج والطلاق تظهر بوضوح أن المرأة كانت طرفًا أساسيًا في هذه العقود، ولم تكن مجرد تابع.
أدوار متعددة
تنوعت أدوار المرأة في المجتمع المصري القديم. في الحياة المنزلية، كانت الأم هي مركز العائلة ومسؤولة عن تربية الأطفال وإدارة شؤون البيت. لكن دورها لم يقتصر على ذلك، بل امتد ليشمل الحياة العامة. نجدها في وظائف مختلفة كالكاهنة، والموسيقية، والراقصة، والكاتبة، وحتى الطبيبة. بعض النساء امتلكن معامل ومحلات تجارية، وبعضهن كن مشرفات على ورش صناعية.
المرأة في الحكم
وصلت المرأة الفرعونية إلى أرفع المناصب في الدولة، حيث تولت بعضهن العرش وحكمن مصر كفراعنة. من أبرز الأمثلة على ذلك الملكة حتشبسوت التي حكمت البلاد بقوة واقتدار، ونفذت مشاريع بناء ضخمة وشجعت التجارة الخارجية. بالإضافة إلى حتشبسوت، هناك الملكة نفرتيتي التي اشتهرت بجمالها ونفوذها السياسي الكبير، والملكة كليوباترا السابعة التي حكمت في نهاية العصر البطلمي. لم يكن تولي المرأة للحكم أمرًا شائعًا، ولكنه كان ممكنًا، مما يعكس مدى تقبل المجتمع لدورها القيادي.
الخاتمة
باختصار، كانت المرأة في مصر القديمة تتمتع بمركز اجتماعي مرموق وحقوق لم تكن متوفرة في كثير من الحضارات الأخرى. كانت شخصية قوية ومستقلة، شاركت بفاعلية في بناء حضارة عظيمة لا تزال آثارها شاهدة على مكانتها الرفيعة وقدرتها على تحقيق التوازن بين دورها كأم وربة منزل ودورها كشريكة فاعلة في المجتمع والدولة.
ما الجانب من حياة المرأة الفرعونية الذي يثير فضولك أكثر؟
