بقلم السيد عيد
الحياة يا عزيزي لا تُؤخذ على محمل الجد، لأنها ببساطة لا تأخذنا على محمل الجد أيضًا.
نحن بالنسبة لها مجرد تجربة جانبية، مزيج غريب من أملٍ يتنفس وخيبةٍ تمشي على قدمين.
تمنحنا الحياة وجهًا جميلًا في البداية لتغرينا، ثم تسحبه منا بالتقسيط كل عام، كأنها شركة تجميل تبيع بالتقسيط المملّ.
تبدأ بشعرك، ثم أسنانك، ثم صبرك… ثم فجأة تنظر في المرآة وتقول:
“أنا ده؟!”
فترد الحياة من الخلف بخبث:
“أيوه يا حبيبي، دي النسخة الـ”أحدث” منك!”
الحياة تحب أن تمتحنك في الوقت الخطأ، وبالأسئلة الخطأ، وبالناس الخطأ.
ثم تنتظر أن تبتسم وتقول: “ولا يهمك، دي تجارب.”
التجارب عندها مجانية، لكن الألم دائم الدفع.
الفلاسفة حاولوا تفسيرها، ففقدوا عقولهم.
والشعراء غزلوها، فخانَتهم.
والعقلاء تجاهلوها، ففاجأتهم.
أما المجانين… فابتسموا لها، فاحترمتهم!
الحياة يا سادة ليست ظالمة، بل دقيقة جدًا في توزيع اللكمات.
كل واحد يأخذ نصيبه العادل من الخيبة، فقط بطريقة تناسب مقاس روحه.
الذي يحب كثيرًا يخسر كثيرًا، والذي لا يحب يخسر أكثر، لأنه لم يجرب أصلًا.
وفي النهاية، بعد أن نقرأ الكتب ونراجع الدروس ونتفلسف على المقاهي، نكتشف أن الحكمة الوحيدة التي تستحق التصفيق هي:
“اضحك قبل ما الحياة تفكّر تضحك عليك.”
فالوجود، مهما بدا عميقًا، لا يحتمل هذه الجدية الطويلة.
اشرب قهوتك، لا تناقش الغيم، ولا تحاول فهم القدر…
فالحياة لا تُفهَم، بل تُحتمل…
بابتسامة ساخرة، وكوبٍ صغير من القهوة.
تحتمل بزوجة صالحة بشريكة عمر تحبك وتحبها .
