بقلم السيد عيد
كل مساء، حين يهدأ ضجيج العالم، تجلس أمام نافذتها وتفتح دفترًا أبيض لم يُكتب فيه شيء بعد.
تحمل القلم، تنوي أن تكتب رسالة، ثم تتوقف عند السطر الأول… لأن ما في قلبها أكبر من أن يُقال.
تفكر فيه، في ملامحه التي تحفظها عن ظهر قلب، في صوته الذي يمر في أذنها كلما ساد الصمت.
تبتسم وهي تتذكر لحظة صغيرة جمعتهما؛ كلمة عابرة قالها لها يومًا، ما زالت كفيلة بأن تضيء قلبها بعد كل هذا الوقت.
الحب ليس دائمًا اعترافًا رسميًا أو كلمات منمقة؛ أحيانًا هو رسالة لم تُكتب، وأحيانًا أخرى هو دمعة حارة على وسادة، أو دعاء صادق في جوف الليل لشخص ربما لا يعرف أنك تفكر فيه.
تغلق دفترها في النهاية، وتكتفي بالابتسامة.
فربما لا يحتاج الحب إلى أوراق، يكفي أن يعيش في القلب، ويجعل صاحبه ينام وهو يشعر أن الكون مكان أقل قسوة مما كان يظن.