د.نادي شلقامي
تطبيقات الزواج (أو التعارف بغرض الزواج) هي منصات رقمية تهدف إلى تسهيل عملية البحث عن شريك الحياة، خاصة في ظل التغيرات الاجتماعية وانشغال الناس في الحياة اليومية.
فوائد تطبيقات الزواج (الإيجابيات)
تتيح هذه التطبيقات عدة مزايا تجعلها خيارًا جذابًا للباحثين عن الزواج:
1-توسيع دائرة البحث والخيارات:
أ- تجاوز الحدود الجغرافية والاجتماعية: تسمح بالتواصل مع أشخاص من مناطق مختلفة أو خلفيات اجتماعية قد يصعب الوصول إليهم في الحياة الواقعية.
ب- عدد كبير من المرشحين: توفر قاعدة بيانات واسعة تزيد من احتمالية العثور على شخص تتوافق معه.
2- تحديد المعايير والتفضيلات بدقة:
تتيح استخدام فلاتر بحث متقدمة لتحديد المواصفات المطلوبة مثل العمر، المستوى التعليمي، المهنة، المذهب، والاهتمامات المشتركة، مما يوفر الوقت والجهد.
3- سهولة الاستخدام والتواصل المريح:
أ- التعارف المبدئي دون ضغوط: تمكّن من التعرف على الشخص والتواصل معه براحة ومن دون الشعور بالإحراج أو الحاجة لمغادرة المنزل، وهذا مفيد بشكل خاص للأشخاص الخجولين.
ب- أخذ الوقت الكافي للتفكير: تسمح للأشخاص بالتعبير عن أنفسهم والتفكير في الردود قبل مشاركة المعلومات، على عكس المقابلات المباشرة.
4- زيادة الأمان والخصوصية (في التطبيقات الملتزمة):
أ- بعض التطبيقات توفر ميزات لزيادة الأمان مثل “التحقق من الوجه” أو فحص الملفات الشخصية، وتوفر خيارات مثل التصفح المتخفي أو منع أي شخص من المراسلة إلا بعد التوافق، لتقليل الرسائل المزعجة.
ب- بعضها يراعي الضوابط الدينية والثقافية (كـ “إضافة الولي” للمشاركة في عملية البحث).
أضرار تطبيقات الزواج (السلبيات والمخاطر)
على الرغم من فوائدها، تحمل تطبيقات الزواج
مخاطر وعيوبًا جوهرية:
1- انعدام المصداقية والوهم:
أ- المبالغة في التجميل والكذب: يميل الكثير من المستخدمين إلى إظهار السمات الإيجابية فقط والمبالغة في مدح النفس وإخفاء الصفات السلبية، مما يخلق صورة غير واقعية عن الشخص.
ب- عدم وضوح النوايا: قد يستخدم البعض هذه التطبيقات للتسلية أو التعارف غير الجاد أو لأغراض مشبوهة (مثل الاحتيال) بدلًا من الزواج الفعلي، مما يؤدي إلى علاقات أساسها ضعيف وقد لا تستمر.
2- مخاطر أمنية وانتهاك الخصوصية:
أ- الابتزاز وسرقة البيانات: قد يُعرض المستخدمون لخطر تسريب بياناتهم الشخصية وصورهم واستخدامها في أغراض ابتزازية أو احتيالية.
ب- التعرض لأشخاص غير مرغوب فيهم: هناك احتمال للتعرف على أشخاص خطرين أو يحملون نوايا غير طيبة.
ج- الحاجة للتحقق خارج التطبيق: يتطلب الأمر جهداً كبيراً للتحقق من هوية الشخص ونواياه الحقيقية في الواقع (معرفة عنوانه وجهة عمله والاستعلام عنه).
3- التحول إلى تطبيقات تعارف غير جاد:
بعض التطبيقات، حتى تلك المخصصة للزواج، تتحول فعليًا إلى منصات للدردشة والتعارف السريع، خاصة مع تقييد الميزات الأساسية للمستخدمين غير المشتركين في الباقات المدفوعة، مما يقلل من جودة البحث عن شريك جاد.
4- التكلفة والإزعاج:
أ- العديد من التطبيقات تعتمد على الاشتراكات المدفوعة للاستفادة من الميزات المتقدمة مثل البحث المتطور، مما يزيد العبء المالي.
ب- قد يواجه المستخدمون مشاكل تقنية أو عدم توفر دعم فني فعال.
5- صعوبة التكيف الاجتماعي:
بعض المجتمعات لا تزال لا تتقبل فكرة الارتباط عن طريق التطبيقات الافتراضية، وقد يُنظر لمن يستخدمونها نظرة سلبية.
باختصار، تطبيقات الزواج يمكن أن تكون أداة فعّالة وسريعة لتوسيع خيارات البحث، لكنها تتطلب أقصى درجات الحذر، والتركيز على التحقق من الشخص على أرض الواقع بمشاركة الأهل والأخذ بالوقت الكافي، وعدم الاعتماد على المعلومات الرقمية فقط.
