كتبت/ رانده حسن
الحب ليس مشاعر فقط، بل طاقة لا يحجزها ولا يمنعها غياب،
حتى رغم المسافات الطويلة والأماكن البعيدة، طاقة متوهجة.
الحب الحقيقي رابط خفي بين القلوب، هو خيط يغزل بين روحين،
يربط القلوب مهما فرق بينهما زمان أو مكان.
طاقة الحب تشتد وتقوى وتمتحن بالبعد، فيكون السؤال:
هل الحب هنا حب جسدي لحظي وقتي، أم حب خالد روحي بين قلبين يكشف عمق جذور هذا الحب؟
كلما طال الغياب تزداد نبضات القلب شوقًا،
وكلما اقترب اللقاء يلتقط القلب ذبذبات طاقة الحب.
الحب الحقيقي مختفٍ، ملتحف بالتخفي والاحتجاب،
خوفًا من فضح أمره، فالعيون كاشفة لما في القلوب.
أرواح المحبين تهمس، ولا يسمع همسها إلا رفيق الروح.
في الغياب يكون التخاطر والأحلام وسيلة لنقل الرسائل
والكلمات والمشاعر الصادقة إلى عالم الروح، حيث
تتقابل أرواح المحبين، تهمس وتتحدث وتناجي الغائب.
الموسيقى تربط الحواس لإصغاء القلب إلى لحن القريب البعيد،
الحاضر بالروح الغائب بالجسد، فهي لغة الكون.
البعد ما هو إلا دروس لعمق المشاعر، والصبر، والانتظار.
البعد ما هو إلا وصال القلب بالقلب بشعاع النور الموصول.
البعد ما هو إلا التحرر المكاني إلى عالم خيالي يجمع القلبين.
البعد هو العهد بين قلبين مهما ابتعدت الأجسام، فبالروح متصلة.
البعد هو القمر تنظر إليه عينان ترسلان رسائل العاشقين،
ليكون القمر رسول الغرام، يرسل الحنين والشوق والطمأنينة،
ما زالت في القلب والعقل والخاطر.
ويتحول البعد من بعد غياب ليالٍ طويلة إلى لقاء،
يضطرب القلب كموج البحر، يفتح الجسد بوابة عودة الروح
إلى الحب الواعي الناضج الثابت على العهد رغم البعاد.
الحب رغم البعد يتجاوز الغياب، ويصبح القرب إطفاءً
لقلوب ذابت شوقًا إلى هذا اللقاء.
