د.نادي شلقامي
شغل المرحوم الدكتور أحمد عمر هاشم مكانة بارزة كأحد أبرز علماء الحديث والأزهر الشريف، وقد امتد تأثيره ليشمل مختلف الجوانب الدينية والأكاديمية والدعوية والاجتماعية في مصر والعالم العربي.
وها هي أبرز المحطات الثرية في حياته:
أولا…. المسيرة الأكاديمية والعلمية (التخصص في الحديث)
تخصص الدكتور أحمد عمر هاشم في علم الحديث النبوي وعلومه، وتميزت مسيرته في جامعة الأزهر بالتدرج العلمي والإداري:
1- التعليم والتخصص:
أ- 1961: حصل على الليسانس (الإجازة الجامعية) من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر.
ب- 1969: نال درجة الماجستير في الحديث وعلومه.
ج- 1983: حصل على درجة الدكتوراه في نفس التخصص، ليصبح بعدها أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر.
2- المناصب الإدارية العليا:
أ- 1987 – 1995: شغل منصب عميد كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بالزقازيق.
ب- 1995: تولى المنصب الأبرز وهو رئاسة جامعة الأزهر، وهي من أعلى المناصب الأكاديمية في المؤسسة الأزهرية.
3- الإشراف العلمي:
أشرف وناقش أكثر من مائتي رسالة ماجستير ودكتوراه، مما يعكس تأثيره الكبير في تخريج أجيال من الباحثين وعلماء الحديث.
ثانيا… المحطات الدينية والرسمية البارزة
إلى جانب دوره الأكاديمي، تولى مناصب دينية رفيعة في هيكل المؤسسة الدينية الرسمية والمجامع العلمية:
1- عضوية هيئة كبار العلماء: كان عضواً في هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وهي أعلى هيئة علمية تُعنى بالفتوى والتشريع في الأزهر.
2- عضو مجمع البحوث الإسلامية: كان عضواً في مجمع البحوث الإسلامية منذ عام 1990، وله جهود بحثية متميزة في خدمة السنة النبوية، ومن ثمرتها “موسوعة الأحاديث النبوية الصحيحة وشرحها”.
3- عضوية المجالس العليا: كان عضواً في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وعضواً في المجلس الأعلى للجامعات.
ثالثا… الدور الدعوي والإعلامي والشعبي
اكتسب الدكتور أحمد عمر هاشم شهرة واسعة وتأثيراً شعبياً كبيراً بفضل جهوده الدعوية عبر المنابر الإعلامية المختلفة:
1- الخطابة والنبوغ المبكر: ظهرت موهبته في الخطابة منذ الصغر؛ حيث خطب أول خطبة جمعة له وهو في الحادية عشرة من عمره.
2- التأثير الإعلامي (التلفزيون والإذاعة):
أ- شغل منصب رئيس لجنة البرامج الدينية بالتلفزيون المصري.
ب- كان عضواً في مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون.
ج- قدّم برامج دينية شهيرة، أبرزها برنامج “في ظلال الهدى النبوي” الذي استمر لعقود على إذاعة القرآن الكريم من القاهرة، مما جعله صوتاً مألوفاً ومؤثراً لدى ملايين المستمعين.
3- مؤلفاته: أسهم في إثراء المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات التي تتسم بالوسطية والاعتدال، ومن أشهرها:
أ- “الإسلام وبناء الشخصية”.
ب- “من هدى السنة النبوية”.
ج- “الشفاعة في ضوء الكتاب والسنة والرد على منكريها”.
رابعا…. الإسهام الاجتماعي والسياسي والتكريم
تجاوزت إسهاماته الجانب الديني والأكاديمي لتشمل مشاركات في الحياة العامة والمجال التشريعي.
1- العمل السياسي والاجتماعي:
أ- شغل عضوية مجلس الشعب المصري وعضوية مجلس الشورى المصري بالتعيين في دورات متعددة، مما سمح له بالمشاركة في الحياة التشريعية والاجتماعية.
ب- شارك في العديد من المؤتمرات العلمية والدينية الدولية ممثلاً للأزهر ومصر.
ج- ترأس المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين العالمية.
2- الوسطية ومواجهة التطرف: اشتهر بدعوته إلى الوسطية والاعتدال ونشر قيم الرحمة والتسامح، وشارك في معالجة القضايا المعاصرة بمقاربة شرعية وسطيّة.
أ- الجوائز والتكريم:
1- حصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1992.
2- قلد وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى تقديراً لدوره الدعوي والعلمي.
3- اُختير الشخصية الإسلامية لعام 2023 من قبل جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم.
وفي الختام، يظل الدكتور أحمد عمر هاشم قامة شامخة في سماء العلم والدعوة، حيث لم تقتصر مسيرته على المناصب الأكاديمية الرفيعة كرئاسة جامعة الأزهر، أو عضوية هيئة كبار العلماء، بل امتدت لتشمل جهداً علمياً غزيراً في الحديث وعلومه ومؤلفات أثرت المكتبة الإسلامية. لقد كان صوته منبراً للوسطية والاعتدال، ورسالته دعوة مستمرة للتمسك بالسنة النبوية الشريفة. سيبقى إرثه العلمي والدعوي نوراً يضيء الدرب للأجيال القادمة، شاهداً على تفانيه في خدمة دينه ووطنه.”
