بقلم: عبير مدين
يردد الكثير منا أن المنصب والسلطة لديهما القدرة على تغيير الناس والحقيقة ان كلاهما برئ من هذه التهمة لا يتغير إلا ذوي النفوس المريضة ومن يعانون من مركبات نقص هؤلاء يستخدمون المنصب والسلطة كأداة وسيف يسلطوه على خصومهم أو الأضعف منهم
عندما يتقلد شخص ما منصبا ما أو يحصل على سلطة ما يظهر معدنه الحقيقي المسؤولية لا تغير من اعتاد على تحملها لكن البعض يظن أن الحدة وخشونة التعامل والقسوة بأنواعها واللسان السليط وسيلة لإظهار قوة الشخصية والحقيقة إنها اسهل طريقه لإظهار ضعف شخصية!
الشخص قوي الشخصية هو الشخص الذي يمتلك مهارات التواصل الاجتماعي مع الآخرين والتفكير الإبداعي ولا أقصد بمهارات التواصل الاجتماعي استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لكن ما اقصد هو فن احتواء الآخرين وقيادتهم لتحقيق الأهداف التي وضعتها وتسعى لتحقيقها من السهل أن تقهر غيرك وتظن انك حققت نجاحا منقطع النظير والحقيقة أنك نجحت فعلا لكن نجحت في خلق أعداء لك وفي السقوط من أعين المحيطين بك حتى أعين المحبين!
هؤلاء الضعفاء في نظرك قادرون على قهرك متى تجمعوا وهذه هي النظرية التي تقوم بها الثورات.
هناك ثورات ظاهرة وثورات خفية في حياتنا، أما الثورات الظاهرة فهي قد تكون المرحلة الأخيرة من الثورات الخفية لحظة أن تحتج وتقول لا بصوت،
حياتنا حافلة بالثورات الخفية؛
احيانا جحود الأبناء يكون ثورة خفية على قسوة الآباء أو الأمهات وسوء معاملاتهم، البرود العاطفي والطلاق الصامت ثورة خفية على اهمال الطرف الآخر وسوء معاملته، المكائد و الدسائس والشكاوى في العمل ثورة خفية على مسؤول،… كل كيان في حياتنا وحولنا عرضه للسقوط فريسة الثورات الخفية
الثورات الخفية كفيلة بإسقاط اي كيان وافشاله بنعومة وهدوء وانت تظن أن هذا الهدوء المحيط بك هو النجاح بعينه! وأنك تسيطر على الأمور بقبضة من حديد! سوس ينخر الارض التي تقف عليها لتجد نفسك في النهاية تسقط في الهاوية!
شوف تدرك حجم الفشل الذي حققته عندما تغادر السلطة والمنصب الذي حاربت من أجل البقاء به سوف يصدمك انصراف الجمع من حولك إلا من رحم ربي وسوف يصدمك أكثر هؤلاء الذين استخدمتهم في قهر غيرهم وهم يسنون أسلحتهم لتقديمها بلا مقابل لمن يتقدم ليجهز عليك وانت تظن أنك كنت الخادم الأمين في بلاط القانون ونسيت ان لكل قانون روح كان بإمكانك أن تستخدمها لتجمع حولك الآخرين بالحب والرحمة.
جميعنا سوف يغادر الدنيا تاركا المجد والجاه والسلطان؛ جميعنا سوف يقف فردا بين يدي الله لن يكون معك إلا دعوات الآخرين لك أو عليك عندها ستدرك إن كانت الانجازات و النجاحات التي حققتها حقيقية أم انجازات ونجاحات وهمية.
