كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
يُعرف ألم الساقين عند النوم طبيًا باسم تقلصات الساق الليلية، وهي تقلصات عضلية مفاجئة ولا إرادية تصيب عضلات الساق أثناء النوم، وقد تستمر من ثوانٍ إلى بضع دقائق. وفي بعض الحالات، يبقى الإحساس بالألم لعدة أيام بعد النوبة.
يطلق البعض على هذه الحالة اسم خيول تشارلي، وغالبًا ما تصيب العضلة الخلفية للساق الممتدة من الكاحل إلى الركبة، لكنها قد تمتد إلى الفخذين أو مقدمة الساق.
من المهم التمييز بين هذه الحالة ومتلازمة تململ الساقين؛ فالأخيرة لا يصاحبها ألم، بل شعور بعدم الراحة يدفع المريض لتحريك ساقيه باستمرار، بينما في تقلصات الساق الليلية يكون الألم هو العرض الأساسي.
أسباب ألم الساقين عند النوم
لم يتوصل الأطباء إلى سبب محدد لظهور هذه المشكلة، لكنها ترتبط بعدة عوامل، من أبرزها:
الإجهاد العضلي
ممارسة التمارين الرياضية المكثفة أو الأنشطة البدنية المرهقة خلال النهار قد تؤدي إلى إجهاد العضلات، ما يزيد احتمال الإصابة بالتقلصات أثناء النوم.
التقدم في العمر
تزداد احتمالية الإصابة بتشنجات الساق مع التقدم في السن، خاصة بعد سن الستين، نتيجة ضعف العضلات وتناقص مرونتها.
الحمل
تعاني العديد من النساء الحوامل من ألم في عضلات الساقين، خصوصًا خلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل، بسبب:
التغيرات الهرمونية.
نقص الكالسيوم أو المغنيسيوم.
الجفاف.
زيادة الوزن والضغط على العضلات.
التغير في الدورة الدموية.
الخمول وقلة الحركة
الجلوس لفترات طويلة دون نشاط، كما في الأعمال المكتبية، يقلل من تمدد العضلات، مما يجعلها أكثر عرضة للتشنجات الليلية.
وضعيات الجلوس أو النوم الخاطئة
الجلوس بوضعيات تقلل تدفق الدم، مثل تقاطع الساقين لفترة طويلة، قد يؤدي إلى حدوث تقلصات عضلية أثناء النوم.
بعض الأدوية
ترتبط بعض العقاقير بزيادة خطر الإصابة بتشنجات الساق كأثر جانبي، ومن بينها:
رالوكسيفين.
بريجابالين.
تيريباراتيد
ألبوتيرول/إبراتروبيوم.
الأمراض المزمنة
تزيد بعض الحالات الصحية من احتمال الإصابة بألم الساقين، منها:
مرض السكري
الفشل الكلوي
تليف الكبد
الاعتلال العصبي
قصور الغدة الدرقية
تضيق القناة القطنية
أعراض ألم الساقين ليلًا
العرض الرئيسي هو تشنجات عضلية مفاجئة ومؤلمة تصيب الساق، وغالبًا ما توقظ المريض من نومه.
وقد تمتد الآلام إلى الفخذين أحيانًا، وتترك إحساسًا بالشد أو التعب في العضلة حتى بعد زوال التشنج.
من الأعراض المرافقة:
الأرق واضطراب النوم.
الإرهاق وصعوبة التركيز في اليوم التالي.
تشخيص الحالة
يعتمد التشخيص على الفحص السريري ومراجعة التاريخ المرضي للمصاب، بما في ذلك الأدوية التي يستخدمها. ويهدف الطبيب إلى استبعاد الأمراض الأخرى التي قد تسبب أعراضًا مشابهة، مثل متلازمة تململ الساقين أو الاعتلال العصبي.
قد يطلب الطبيب بعض الفحوصات، مثل:
تحليل السكر التراكمي.
فحص تعداد الدم الكامل.
فحوص الشوارد (الكالسيوم، الصوديوم، البوتاسيوم).
اختبار وظائف الكلى (الكرياتينين).
فحص الهرمون المحفز للغدة الدرقية.
طرق العلاج
رغم أن تقلصات الساق الليلية ليست خطيرة، إلا أن علاجها يهدف إلى تخفيف الألم ومنع تكراره. وتشمل الخيارات:
تدليك العضلة المصابة بلطف للمساعدة على استرخائها.
استخدام الكمادات الدافئة على منطقة الألم لتقليل التشنج.
تناول المسكنات الخفيفة مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم.
استشارة الطبيب لوصف أدوية مرخية للعضلات إذا كانت التشنجات متكررة أو شديدة.
طرق الوقاية
يمكن تقليل فرص الإصابة بتشنجات الساقين ليلًا عبر اتباع بعض النصائح البسيطة:
شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم والعضلات.
ممارسة تمارين تمدد الساقين قبل النوم.
اختيار وضع نوم مريح مع رفع الساقين قليلًا باستخدام وسادة.
تجنّب الأحذية الضيقة واستبدالها بأخرى مريحة وداعمة.
التحرك بانتظام خلال اليوم لتجنّب الخمول العضلي.
ركوب الدراجة لبضع دقائق يوميًا لتحسين الدورة الدموية في الساقين.
