678
دارين محمود
كان أبي، في يوم من الأيام، هو السند والظل بعد الله.
كانت بوصلة حياته تشير نحو سعادتنا. يهتم بكل جزئية: الصلاة، صلة الرحم، احتواؤنا، رفاهيتنا، يشاركنا أدق المواضيع.. حتى في الطبخ كان له بصمته. كان نموذجاً مثالياً في كل أثر يتركه.
أبي.. من علَّمنا كيف تُصنع السعادة، ثم مضى.
فاكتشفنا أن كل هذا النور كان يكمن في وجوده وحضوره وحده.
واليوم، تلاشت المظاهر:
غابت صلة الرحم، وتاه الاحتواء، وحتى الرفاهية أصبحت باهتة لا قيمة لها.
رحل أبي، ورحل الفرح الذي كان يدقُّ بابنا معه، ولن يعود وأصبحت نَسياً لا منسِيَة .
