كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
يُعرف اللوز بحق بأنه ملك المكسرات الصحية؛ فهو كنز غني بالبروتينات، والألياف المشبعة، والدهون غير المشبعة المفيدة للقلب، بالإضافة إلى كونه مصدرًا ممتازًا لفيتامين هـ والمغنيسيوم.
لكن هذا التركيز العالي من العناصر الغذائية يعني أن التوازن هو مفتاح الاستفادة. فكما أثبتت الدراسات، فإن الإفراط في تناول اللوز يمكن أن يأتي بنتائج عكسية، مسببًا أضرارًا صحية خفية يجب الانتباه إليها.
6 أضرار صحية خفية للإفراط في تناول اللوز
الارتفاع غير المرغوب في مؤشر الوزن (زيادة السعرات)
رغم دور اللوز في تعزيز الشبع والمساعدة في إدارة الوزن، فإن كثافته العالية بالسعرات الحرارية والدهون الصحية تحوله إلى سلاح عكسي عند الإفراط.
تحتوى الحصة النموذجية (حوالي 30 غرامًا، أي حفنة صغيرة) على أكثر من 160 سعرة حرارية، ما يعني أن تجاوز هذه الكمية يوميًا يمكن أن يؤدي إلى زيادة تدريجية في الوزن.
اضطرابات الجهاز الهضمي (فائض الألياف)
اللوز غني بالألياف الضرورية لصحة الأمعاء، لكن تناول كميات كبيرة منه قد يرهق الجهاز الهضمي، خصوصًا عند الأشخاص غير المعتادين على الألياف.
قد تظهر الأعراض على شكل:
انتفاخ وآلام في البطن.
زيادة الغازات.
إمساك أو إسهال حسب طبيعة الجهاز الهضمي.
خطر التسمم بالسيانيد (تحذير خاص باللوز المر)
من المهم التفريق بين اللوز الحلو الشائع واللوز المر الذي يحتوى على مركبات تتحول إلى سيانيد الهيدروجين السام عند الهضم.
لذلك، يُعد تناول اللوز المر غير المعالج أمرًا خطيرًا للغاية ويجب تجنبه تمامًا.
فرط الجرعة من فيتامين هـ
يُعد اللوز أحد أغنى مصادر فيتامين هـ، وهو مضاد أكسدة قوي، لكن الجرعات العالية جدًا – خاصة عند تناول المكملات بجانب اللوز – قد تؤدي إلى:
صداع وإرهاق.
تأثير على تخثر الدم وزيادة خطر النزيف لدى بعض الأشخاص.
زيادة خطر حصوات الكلى (الأوكسالات)
يحتوى اللوز على نسبة مرتفعة من مركبات الأوكسالات، التي قد تساهم في تكوين حصوات الكلى لدى الأشخاص المعرّضين لذلك، نتيجة تراكم أوكسالات الكالسيوم في المسالك البولية.
التحسس الغذائي والحاجة للتدخل الطبي
بالنسبة للبعض، لا يتعلق الأمر بكمية اللوز بل بحساسية تجاهه، كونه من المكسرات الشجرية.
قد تتراوح الأعراض من طفح جلدي وحكة بسيطة إلى تفاعلات تحسسية خطيرة تشمل تورم الحلق وصعوبة التنفس، وهي حالة طارئة تستلزم رعاية طبية فورية.
التوصية الذهبية
نصيحة التوازن:
اللوز غذاء ممتاز بحق، لكن الحكمة تكمن في الاعتدال.
الكمية الآمنة اليومية: حفنة يد صغيرة (20–30 غرامًا) تكفي للحصول على فوائده دون أضراره.
طريقة التناول الصحية: يمكن تناوله كوجبة خفيفة بين الوجبات، أو إضافته مطحونًا إلى السلطات والعصائر، مع مضغه جيدًا لتحسين الهضم.
