427
بقلم… أحمد رشدي
أين صوتكِ
يا من تأتينني كلَّ يومٍ في خيالي، ثم تنصرفين
يا من تتسلّلين إلى دمي في صمتٍ، ثم تبتعدين
يا من تسكنين ضلوعي، ثم بهدوءٍ وصمتٍ ترحلين
يا من أراكِ في الصباح وجهًا جميلًا، ثم في المساء بين الظلام تختفين
يا من تمنحين قلبي الأمان، ثم تبكينه وتملئينه بالحنين
يا من تملئين الليل سكينةً، ثم تتركينني وحدي وترحلين
يا من تهمسين في ليلي حنانًا، ثم تتركينني وحدي للأنين
يا من فتحتُ لكِ أبواب روحي، ثم تولّين عني وأبوابكِ تُغلقين
يا من بنظرةٍ تروين عطشي، ثم أعود إلى نفسي بندمٍ حزين
يا من أعدتِ إليَّ الحياة، ثم سلبتِها منّي بغمضة عين
أين صوتك
يا من علّمتِني معنى اللقاء، ثم أسقيتني الفراق بقسوة دون لين
يا من كنتِ سكني وراحتي، ثم غدوتِ صمتي وألمي الدفين
أين صوتكِ؟
أما زلتِ تسمعين؟
أم مضيتِ عني بلا وداعٍ،
وتركتِ خلفك هذا القلب الحزين؟
