بقلم: أحمد القاضى الأنصارى
ولدت الفنانة صابرين في الرابع من أكتوبر عام 1967 بمدينة القاهرة، وترعرعت وسط بيئة فنية محبة للفن الراقي.
منذ طفولتها أدركت أن الفن ليس مهنة، بل رسالة تستحق التضحية والإخلاص.
دخلت المجال مبكرًا، لكن خطواتها كانت مدروسة تحمل نضجًا يفوق عمرها.
هي فنانة من طرازٍ خاص، تعرف متى تتكلم ومتى تصمت ومتى تترك الأثر.
مرت بمحطات عديدة صنعت منها شخصية قوية الإيمان وواضحة الموقف.
لم تكن الشهرة غايتها، بل كانت وسيلة لتقديم صورة مشرفة للفن المصري.
تؤمن أن الفن يجب أن يعكس أخلاق صاحبه لا أن يبتعد عنها.
وحين واجهت ضغوط المهنة، لم تتنازل عن قناعاتها أو هويتها.
تختار أدوارها بعناية لتقدّم الفن الذي يُثري العقل ولا يثير الجدل.
حين ارتدت الحجاب، اتخذت قرارها بصدقٍ داخلي لا يعرف المظاهر.
ثم عادت إلى الشاشة بإحساسٍ أعمق ورسالةٍ أوضح تجمع بين الإيمان والاحتراف.
صابرين تمثل الوجه الإنساني للفنان الذي يعيش فنه بضميرٍ حي.
عرفت كيف توازن بين بيتها وشهرتها دون أن تفقد جوهرها كإنسانة.
في كل ظهورٍ لها، تترك بصمة هادئة لا تُنسى ولا تُقلّد.
الفن عندها التزام، والتمثيل عندها مسؤولية، والحياة عندها صدق.
تحمل داخلها روحًا مصرية أصيلة تفيض دفئًا ووفاءً وقيمًا.
وفي زمنٍ تسوده المظاهر، بقيت وفية لمعناها الداخلي ومبدئها الثابت.
ومن يتأمل مسيرتها، يدرك أن القيم يمكن أن تسكن قلوب النجوم أيضًا.
