أماني إمام
يواصل مسلسل “كارثة طبيعية” جذب اهتمام الجمهور منذ بدء عرضه، بعد أن قدّم رؤية إنسانية مختلفة لمعاناة أسرة شابة تتغير حياتها بالكامل إثر إنجاب سبعة توائم دفعة واحدة، في عمل يجمع بين الدراما الاجتماعية واللحظات المؤثرة التي تعكس ضغوط الحياة الواقعية.
المسلسل من تأليف أحمد عاطف فياض، الذي سبق أن حقق نجاحًا واسعًا من خلال مسلسل “البالطو”، ويعود هذه المرة بقصة مأخوذة من واقع كثيرًا ما يمر مرورًا عابرًا في وسائل الإعلام. إذ يستعرض المسلسل التحديات اليومية التي تواجه الزوجين بعد استقبال هذا العدد الكبير من الأطفال، من ضغوط نفسية ومادية ومجتمعية، وصولًا إلى الصدمة التي تقلب حياتهما رأسًا على عقب.
وفي منشور شاركه المؤلف عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، كشف فياض كواليس اختياره لفكرة العمل، حيث يقول إن الإلهام جاءه من خبر صحفي شاهده بالصدفة عن سيدة شابة وضعت خمسة توائم في إحدى المحافظات، لافتًا إلى أن ما جذبه لم يكن الخبر ذاته، بل ملامح الأب والأم في الصورة المرفقة:
“كان وش الأب والأم معجز ومصدوم في الوقت نفسه… مفيش فرحة، نفس المشهد اللي ظهر في نهاية الحلقة الثالثة من المسلسل.”
وأشار فياض إلى أن التعليقات على الخبر كانت مليئة بالمزاح والاستغراب، بينما غابت التعاطف والاهتمام بمعاناة الأسرة قائلًا:
“الناس كانت مبهورة بالعدد… ومحدش دعا لهم ولا حس بتعبهم، مع إن حياتهم اتشقلبت مرة واحدة.”
وأكمل أنه بعد بحث أعمق اكتشف أن حالات التوائم المتعددة أكثر انتشارًا مما يظن الجمهور، مشيرًا إلى أن هناك عشرات الحالات المشابهة في مختلف المحافظات المصرية، لكن معظم الناس لا تدرك حجم التحديات التي تعيشها تلك الأسر يوميًا.
ويؤكد المؤلف أن هدف العمل ليس فقط تسليط الضوء على قصة “محمد وشروق” داخل المسلسل، بل لفت النظر إلى كل أسرة تمر بظروف قاهرة أو ضغوط مفاجئة:
“مش شرط يكونوا خلفوا خمسة أو سبعة… كل بيت فيه مشكلة كبيرة خارج الإرادة يستحق إننا نحس بيه وندعمه.”
ويحظى المسلسل بتفاعل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر المشاهدون عن تأثرهم بقصة الأسرة وشعورهم بمعاناتها، خاصة مع الأداء الواقعي للممثلين وصياغة الأحداث بطريقة تمسّ الحياة اليومية للمشاهد العربي.
ومن المتوقع أن يواصل “كارثة طبيعية” تحقيق صدى واسع مع طرح حلقات جديدة، خاصة في ظل الاهتمام الجماهيري المتزايد بالدراما الاجتماعية المستوحاة من قصص واقعية.
