كتب م. / رمضان بهيج
حوار يجسد الصراع الأبدي بين الخوف (التردد والانسحاب) والشجاعة (الإقدام والمواجهة)، في لحظة حاسمة تتطلب اتخاذ قرار مصيري:
صراع بين الخوف والشجاعة
المشهد: يقف البطل على حافة الهاوية، والقرار هو القفز أو التراجع.
الخوف (بصوت كالرعد الخافت، يهز الأركان ويثير الشكوك)
”تراجع! هل جننت؟ انظر إلى الأسفل! إنها الهاوية. هذا الطريق محفوف بالهلاك، وكل خطوة إلى الأمام هي مغامرة لا تُحمد عقباها. أنتَ لستَ مُجهزًا بما يكفي. ابحث عن مخرج جانبي، أو ادَّعِ المرض، أو اهرب! النجاةُ أولى من المجد الموهوم. السلامة هي الغاية،
والانسحاب** الآن هو عين الحكمة.”**
الشجاعة
(بصوت واضح وقوي، كالمنارة في الظلام)
”اصمت أيها المُرْجِف! نعم، أرى الهاوية، ولكني أرى أيضًا الغاية في الضفة الأخرى. ما هذا إلا وسواسٌ يريد أن يسلبني القوة. إنَّ الخوف لا يمنع الموت، بل يمنع الحياة! متى كان الإنجاز يأتي دون ثمن؟ هذا هو اختبارك، وهذا هو مِحوَر مصيرك. تقدَّم، فـالتردد** هو الهزيمة الوحيدة التي لا تُغتَفَر.”**
الخوف
(يتشبث بالكيان، محاولًا شل حركته)
”وماذا لو فشلت؟ ماذا لو كُسرت؟ ستهوي في القاع وستصبح قصتك مجرد عِبرة مُنسيّة عن غباء المتهوِّرين. أنتَ تدفع نفسك نحو الفشل بيدك! الأمان هنا، في البقاء، في التراجع. اختر طريق الشك الآمن، لا طريق اليقين الهالك!”
الشجاعة
(بابتسامة تحدٍّ هادئة)
”إن لم أُحاول، فالفشل مؤكد. أما المحاولة، فهي تحمل نسبة نجاح ولو كانت ضئيلة. الشجاعة ليست غياب الخوف، بل هي المضي قُدمًا بالرغم منه. سأُحسِنُ التقدير، وسأُجيدُ التخطيط، ولكني لن أُسلِّمَ أمري للجمود. إذا سقطتُ، سأكون قد سقطتُ وأنا أُحاول، وهذا بحد ذاته نصر! لا تجعلني أسيرًا لـالاحتمالات** السلبية.”**
الخوف
(يتلاشى صوته ببطء، منهزمًا أمام الإرادة)
”أشعر ببرودة الإقدام… إنها قوة لا أستطيع مقاومتها. ليكن ما يكون… تحمل أنت المسؤولية.”
الشجاعة
بكلمة واحدة قوية، مصحوبة بالقفز ( توكلت على الله )
- انتصار الشجاعة على محاولات الخوف لشل الإرادة، والمضي قدمًا نحو المواجهة الحاسمة.
