الأدب

شِعـــــري خيــــال

عبدالله القطاري 
للشاعرالتونسي الحبيب المبروك الزيطاري

شعري خيال و قـــول دون تحديــــدِ
لا تنتظر بعض خمـــر من عناقيــدي

لا رقم عنــدي و لا أرجـو مواعـــدة
لا وقت يكفــــي لترتيـب المواعيــــدِ

قد شاب شَعري و ظهري بات منحنيـا
قــــد جاوز العمــــر ستّيـن المكاديــد

هذا الـذي أحصت الأرقام و اقتصـرت
و صدّقتــها بمــا قالـــت تجاعيــــدي

لــم أخفهِـا أبــدا أو كنـــت مخفيـــــها
هـــل يُرجـــعُ العُمــرَ إخفاء التجاعيــدِ

هل يُرجِـــع الزِيّ شيئـــا من وسامتنــا
أو نَضْحُ عطر على الوجنات و الجيـــدِ

هـــل تُرجـــعُ العهـــدَ ذكـــــرانا نردّدها
هــــل يُبلِــــغُ القَصـدَ ترديـد الأناشيــدِ

عهـــد الشّبــاب مضى هيهات نُرجعـــه
كالمـــاء ينســاب في جـوف الأخاديـدِ

علام نســـعي و لا نَجنِـي سوى صُـورِ
كالرّســـم بالحبر في لوحاتِ تَجريـدي

لا نـــور فيــــها و لا ألـــــوان تنعشــــها
فاليــومُ كالأمــس نسـخا دون تجديـــدِ

كــــم ذكريـــات و آهـــــات تُحاصـــرنا
تلهـــــو بأحلامنــــا كالرّيــــح في البيــدِ

يا فـــرط عهـــد جفــانا كيف يدركـــه
عمـــر قضينــــاه جريــــــا كالمطاريــــدِ

كنّــــــا عتــــاة و فتيانــــا بنا شغـــــف
تأتي الحيــــــاة إلينـــا دون تعقيــــــدِ

و اليــوم لــم يبـق غيرُ الحرف يؤنسنــا
نثـــرا و نظمـــــا بتوظيــــف و توليــدِ

و بيــت شعـــــر رجونــــــاه ليعذرنـــــا
عمــــــا نثرنـــاه قــــولا دون تقييـــــدِ

عــــلّ الإله إذا عُدنـــــــا يُسامحـــــــنا
لحســـــن ظـــــنّ و إيمــانٍ و توحيــــدِ
بقلمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى