بقلم / محمد مصطفى
وَمِنَ العِلْمِ ما لا يُعلَمُ عن بَعضِ الألَمِ
وبَعضُ المَشاعِرِ لا يَحتويها شيبُ الهَرَمِ
يا حامِلِينَ لِواءَ أَنفُسِكُم، أَجيبوا سُؤْلَكُمُ
مَن ذا الَّذي بِنُورِهِ في مُلكِهِ عَلَّمَ بالقَلَمِ؟
وَعَلَّمَ آدَمَ، وما ضَرَّنا بِأُولَى الجَوْلاتِ
أَنَّ أَبانا في لَحظَةٍ مِن وَسواسٍ اِنْهَزَمَ
كانَت لِحِكمَةٍ نَتَوارَثُها في مَصائِرِنا
إذا حَلَّت بِنَفْسٍ فلا تَحنِ بِتَنكِيسِ العَلَمِ
ومَرَّت الجَولاتُ بِالأزمانِ كما سُطِّرَتْ
بِلوحٍ مَحفوظٍ تَجاوَزَ كُلَّ مَسرى لِلهِمَمِ
وفي آخِرِ الجَوْلاتِ وَجَدتُ نَفسي شاهِدًا
عَلى سَطْرٍ عَلا مِنكُم وآخَرَ يَعلوهُ القَزَمُ
ورأيتُ أَقْلامًا تَلْثِمُ عَلى عَجَلٍ حِبْرَها
لَو يَسرِقُ الأَلوانَ حَتّى مِن فَوقِ القَسَمِ
وشَمَمْتُ أَوراقًا تَطايرَ سَوادُها شُهُبًا
فوقَ أنوف تُهوي الخَبيثَ من الذِّمَمِ
يا صانِعَ الأَوراقِ، أَجِّلِ الدَّوَرانَ لِبُرهَةٍ
واصنَعْ لَنا بَديلًا، مِثلَ وِسائِدَ نَحتاجُها
لِيَهْنَأْ عليها حُلْمُنا، إذا بِواقِعِنا انْلَطَمْ
أحلامُ وَرَقَةٍ وَقَلَمٍ…
