الأدب

رانيا ضيف تكتب”اعتراف عاشق”

٦ إبريل ٢٠٢١

لن أُخفي عليكم ولَعي بها، فعندما استاء الجميع منها، كنت أتأملها بانبهار شديد!

فهي مختلفة كليًا؛ للدرجة التي تبدو فيها متصالحة جدًا مع أخطائها، وعيوبها، ونقائصها بشكل مذهل.

فهي لا ترى ضعفها كضعف ونقص، بل ترى أن مجرد ملاحظتها له واعترافها به قوة حتى وإن لم تستطع تغييره!

صادقة على النحو الذي غادرها الزيف؛

فلا مجال لأن تتجمل قط.

فليس هناك من يستحق أن تنخلع عن ذاتها وتتقمص شخصية أخرى لتلائمه!

فهي لم تفعل أبدًا ولن تفعل.

تعلم أنها تخطئ بلا شك،

ولكن ما هو مفهوم الخطأ والصواب؟

ما تراه صوابًا اليوم؛ كان خطأ فادحًا بالأمس،

وما تراه حقيقة اليوم؛ كان بالأمس زندقة وفجورًا وجنونًا!

هي تعي اختلافها ولا تهابه،

لم تُخفِ أبدًا نقاطها السوداء بسكب اللون الأبيض عليها لتبدو ملائكية.

ولم تكره الآخرين يومًا لأخطائهم مهما عظُمت.

حقيقية للدرجة التي تذهلك؛ فلا تكره سوى التصنع، وادعاء المثالية في مجتمع لا ينتهج سواهما!

لم يثنِها ذلك يومًا عن أن تعيش حرة،

غير مكترثة لتصنيفاتهم.

تعلم أن الإنسان المتقبل لإنسانيته،

لا يفزع من الخطأ، ولا يبادر بالانتقاد،

لأنه يكون في أعلى درجات وعيه بذاته،

ومن أبسطها أنه خطاء.

نعم؛ عشقتها وأنا الذي ما كنت يومًا حقيقيًا،

فللوهلة الأولى انزعجت منها بشدة، وكأنها صدمتني؛ أن تلك المثالية الجوفاء التي أعيشها ما هي إلا غطاء أواسي بها نفسي، وأهرب بها من عيونهم الناقدة، وربما لأستجدي بها كلمات المديح والإطراء!

أخذني تحررها من نظراتهم، وعدم اكتراثها بآرائهم طالما كانت ذات ضمير يقظ،

علمتني ما هو الصدق وما هو الحب ومن هو أنا؟

فتحت في قلبي بابًا لنور لا ينقطع، اجتذبتني من يدي كطفل صغير لأرى عالم المحبة،

وأترك ساحات الحرب، والقتال، فأخذت من يدي سلاح الكراهية الحاد، وأهدتني الحب.

فمن الأنقى بنظركم؟ حقيقتها الصادقة أم مثاليتي الكاذبة!

أنا لست بصدد الدفاع عنها، ولا كانت نظرة الناس يومًا مسعى لها، ولكنني أحب الحديث عنها، وددت لو ترونها بعيني أنا؛ عين عاشق لتفاصيلها، ربما أنقذت قلوبكم من الظلام،

كما أنقذت هي قلبي، فأرد بذلك جميلها، وأكسب قلبها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى