خريطة الفنون التراثية المصرية

د/احمد حشيش
تمتلك مصر إرثًا تاريخيًا من السلع الحرفية والإبداعية، فتعتبر الحرف اليدوية في مصر عنصر أساسي في الصناعات الوطنية، ومن أهم تلك الحرف الإبداعية في مصر:
السجاد والكليم اليدوي
يعتبر السجاد اليدوي أحد أقدم الحرف المصرية، حيـث اسـتخدم المصري القديم خامات الكتان والقطن التي اشتهرت بها مصـر لصناعـة السـجاد وتميزت بالدقـة والمتانة، إضافة إلى تجسيدها للتراث المصري. وتشتهر قرية “أبو شعرة” في محافظة المنوفية بتلك الصناعة حيث يعمل بها حوالي %80 من سكانها في تضفير الخيوط لنسج أكبر كمية من السجاد والكليم يوميًا للوفاء بمتطلبات العملاء في الداخل والخارج.
المشغولات النحاسية
اشـتهرت احياء الجمالية وخان الخليلي بالنقش على النحاس وصناعة منتجات متميزة للفن الإسلامي والقبطي وتعتبر مركزًا سياحيًا هامًا في مصر حيث تشهد تلك المنتجات إقبالًا كثيف من السائحين وخاصة المنتجات المزينة بالنقوش والرسومات الفرعونية مثل زهرة اللوتـس ومفتاح الحياة والصولجان، إلا أن هذه الحرفة تحتاج إنشاء مراكز تدريـب متخصصة للحفاظ عليها من مخاطر الاندثار.
المنسوجات اليدوية والتطريز
تعتبر منتجات التطريز اليدوية من الحرف الهامة التي يعتبر بعضها جزء من التراث والموروثات كالتطريز السيناوي الذي يشتهر به أهل سيناء، ويعتمد أغلبهم عليه كمصدر دخل أساسي لأسرهم، وهناك التللي الذي تشتهر به محافظة سوهاج، ويعتبر التللي هو تطريز بالذهب والفضة وهي صناعة نادرة جدًا وتراثية ويرجع تاريخها إلى القرن التاسع عشر، وهنالك الخيامية الذي ازدهر في العصر الإسلامي ولديه قبولًا محليًا وعالميًا حيث أصبح أحد المنتجات التصديرية الهامة والتي تحظى بارتفاع الطلب عليها في الخارج.
الفخار والخزف
صناعة الفخار والخزف تعد من أقدم الصناعات المصرية وتشمل منتجاتها الأواني والأنتيكات وتتركز هذه الحرفة في “منطقه الفواخير” بمصر القديمة وقرية تونس والنزلة بمركز يوسف محافظة الفيوم، وقرية جريس وهي إحدى قرى مركز أشمون بمحافظة المنوفية وقرية المجفف بالشرقية ونجع حمادي بقنا ومنطقة النوبة بأسوان والوادي الجديد وسيناء بينما تتمركز صناعة الخزف في تجمع تونس لصناعة الخزف بالفيوم ومركز بسيون بالغربية ومصر القديمة بالقاهرة.
المجوهرات والحلي والأحجار
يرجع تاريخ صناعة المجوهرات والحلي إلى الحضارة المصرية القديمة التي تركت لنا تصميمات رائعة من المجوهرات والحلي استخدم فيها المعادن الثمينة والأحجار الكريمة واللؤلؤ، واستمرت تلك الصناعة اليدوية في الحفاظ على التراث المصري بفضل الحرفيين المهرة من الصناع كما تم تدعيم الصناعة بتصميمات حديثة لرواد العمال وأصبحت المشغولات المصرية أحد المنتجات التصديرية، وتشتهر مناطق تجمعات نصر النوبة وحاليب وشلاتين ومرسى علم بتلك الحرفة.
الخوص والجريد
صناعة الخوص هي واحدة من أقدم الصناعات التقليدية فـي مصر، حيث استخدم المصري القديم، العديد من المكونات البيئية من حوله، في صناعة العديد من الأغراض التي يحتاجها في حياته اليومية، ولا زالت تلك الصناعة منتشرة في المناطق الرائج بها سعف النخيل مثل الواحات البحرية وسيناء والصعيد ومحافظات الوجه البحري. حيـث تعتمد صناعة الخوص والجريد على الاستفادة من “النخيل” وجذوعه كخامات منخفضة التكلفـة.
الدباغة والمصنوعات الجلدية:
يرجع تاريخ صناعة الجلود إلى عهد القدماء المصريين، وتعتبر منطقة المدابغ بسور مجرى العيون – مصر القديمة – المركز الرئيسي لتمركز هذه الصناعة في القاهرة منذ العصر العثماني، وتتركز تلك الصناعة أيضًا فـي مناطق الإسكندرية وحلايب وشلاتين وفي إطار الاهتمام الكبير التي توليه الدولة المصرية لقطاع الجلود والمصنوعات الجلدية جاءت الفكرة لإنشاء مدينة الروبيكي للجلود ومنطقة صناعات الجلود المتطورة بمدينة العاشر من رمضان، من أجل إنشاء كيان واحد يضم سلسلة الإمداد بالكامل مما يرفع القيمة المضافة للصادرات بمقدار خمسة أمثال الحجـم الحالي من صادرات الأحذية والحقائـب والمصنوعات الجلدية الأخرى، ويعزز من قدراتها التنافسية في الأسواق العالمية.
وتستمر المشغولات اليدوية والحرفية مـن الحلي والأواني الفخارية وشتى فنون النحت وغيرها بالمتاحف المصرية شاهدة على فن وإبداع الصناعات الحرفية المصرية وأهميتها وتقام العديد من المعارض لدعم تلك الحرف كمعرض تراثنا الذي حقق نجاح باهر ويمكنك الإطلاع على العديد من انجازات الحرف اليدوية على مر التاريخ