موقع عبري يكشف عن خطة إسرائيلية جريئة داخل سوريا لتعزيز حدودها الشرقية وتوسيع نفوذها الاستراتيجي

كتبت ـ مها سمير
كشف موقع “إسرائيل هيوم” العبري عن تفاصيل خطة واسعة النطاق وضعتها منظمة “الحارس الجديد”، وبدأت حكومة بنيامين نتنياهو فعلياً في تنفيذ مرحلتها الأولى، بهدف إعادة رسم حدود إسرائيل الشمالية والشرقية، وتحديدًا في المناطق القريبة من سوريا.
المنظمة التي تأسست عام 2007، تُعد كيانًا صهيونيًا ذا طابع ديني وعقائدي، وتعمل على دمج الأمن القومي بالاستيطان والتعليم، عبر بناء مجتمعات جديدة في مناطق حدودية حساسة وتحويلها إلى “خط دفاع أول” في حال نشوب حرب مفاجئة، كما حدث في 7 أكتوبر 2023.
بحسب تقرير الصحفية الإسرائيلية “حنان غرينوود”، فإن الخطة تتضمن إقامة 11 نقطة استيطانية تمتد من سفوح جبل الشيخ مرورًا بـ هضبة الجولان وحتى وادي عربة، وهو ما يمثل عمليًا إعادة انتشار مدني وعسكري منظم على الحدود الشرقية.
وتشمل المرحلة الأولى:
تعزيز المستوطنات القائمة.
إقامة مستوطنات جديدة قُبالة الحدود السورية.
إنشاء قرى طلابية ومدارس دينية وكليات عسكرية.
بناء مزارع شبابية و”أنوية ناحال” كمجتمعات متقدمة تضم سكانًا مدنيين وعسكريين.
الهدف الأعمق.. سوريا في عين الخطة
بحسب التقرير، سيتم إنشاء نقطتين استيطانيتين جديدتين في شمال الجولان:
1. قرب مروم غولان وعين زيفان مقابل مدينة القنيطرة السورية.
2. بين مستوطنتي الونيه هبشان وكيشت، لتحصين الحدود بشكل مزدوج، وفق رؤية وزير الحرب الأسبق “يغئال ألون”.
أسباب تسريع الخطة
تعود جذور هذه الخطة إلى إدراك القيادة الأمنية الإسرائيلية – خصوصًا بعد هجوم 7 أكتوبر – أن الجدران الإلكترونية والخرسانية لم تعد كافية. يقول يوئيل زلبرمان، مدير عام “الحارس الجديد”:
“علمنا 7 أكتوبر أن الحدود لم تعد مجرد خطوط، بل يجب أن تكون مجتمعات حية ومترابطة ومؤهلة عسكريًا..”.
نقل النموذج إلى جبهات أخرى
الخطة التي بدأت في الجولان وسفوح جبل الشيخ ستتوسع لاحقًا لتشمل:الحدود مع لبنان.
الحدود مع مصر.
وربما قطاع غزة مستقبلًا، حسب ما ألمح إليه زلبرمان.
تحليل استراتيجي تكشف هذه الخطوة عن تحوّل نوعي في عقيدة الأمن الإسرائيلية، إذ يتم استبدال مفهوم الجدار الحامي بمجتمعات مدنية/عسكرية هجينة قادرة على الصمود والمواجهة، وهو ما قد يُحدث تصعيدًا جديدًا مع سوريا، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لمرتفعات الجولان.
ما يتم تنفيذه الآن ليس مجرد استيطان، بل “إعادة هندسة جغرافية” على أطراف دولة تتواجد إسرائيل فيها عسكريًا منذ عقود، وقد يشكل هذا الحراك نقطة اشتعال جديدة في المنطقة خلال المرحلة المقبلة.
هل تتحرك دمشق؟ وهل تقف القوى الإقليمية مكتوفة الأيدي أمام خطة “الدرع الاستيطاني” الجديدة؟ الأيام القادمة ستُجيب.