الصحة والجمال

كشفت دراسة جديدة أن حليب البقر أكثر صحة من حليب الشوفان

د. إيمان بشير ابوكبدة 

مع ازدياد استهلاك المشروبات النباتية، مثل الصويا والشوفان واللوز، كغذاء أساسي، تشكك دراسة سويسرية حديثة في قيمتها الغذائية مقارنة بحليب البقر التقليدي.

يتعمق هذا البحث في 66 بديلاً شائع الاستخدام للحليب، مسلطاً الضوء على حقائق مذهلة حول محتواها من السكر، ومستويات البروتين، والإضافات.

التحديات الغذائية في بدائل الحليب الشائعة

سعى مركز الأبحاث الزراعية السويسري “أجروسكوب” إلى تحليل بدائل الحليب من منظور غذائي، وتقييم مدى ارتباط تركيبها بالسعر والصحة. وقد أثارت نتائجهم دهشة كبيرة: إذ حصل ما يقرب من نصف هذه المنتجات على تقييم ضعيف من حيث القيمة الغذائية (D)، ما يعني أنها لا ترقى إلى مستوى الخيارات الصحية الحقيقية.

تحتوى العديد من هذه المشروبات على كميات كبيرة من السكر ، وقليل من البروتين، وغالبًا ما تحتوى على العديد من الإضافات مثل المثبتات والمستحلبات. ومن المثير للدهشة أن هذه البدائل للحليب تعطي أحيانًا نتائج أسوأ من حليب البقر العادي من حيث القيمة الغذائية . على سبيل المثال، احتوت ما يقرب من 50% من المنتجات المختبرة على مستويات سكر تعتبر مرتفعة جدًا لنظام غذائي متوازن.

أفضل وأسوأ بدائل الحليب من حيث الجودة الغذائية

ليست جميع بدائل الحليب متساوية في فوائدها. لم يحقق أي من المنتجات أعلى تصنيف غذائي (A)، وتراجع حوالي نصفها إلى أدنى فئتين (D أو E). غالبًا ما تحتوى المشروبات المصنوعة من الشوفان والأرز على مستويات عالية من السكر ، وسعرات حرارية زائدة، ومجموعة كبيرة من الإضافات، مما يُقلل من قيمتها الغذائية.

على الجانب المشرق، حصلت بدائل الحليب التي تعتمد بشكل أساسي على البازلاء (100%) ، وفول الصويا (80%) ، واللوز (60%) ، وجوز الهند (50%) على درجات أفضل، وحصلت في الغالب على تقييم B. كما وجدت دراسة أجروسكوب أن ارتفاع محتوى الكربوهيدرات والسكر يرتبط باستمرار بتدهور مستويات التغذية بشكل عام.

هذا التصنيف يتحدى الاعتقاد السائد بأن جميع أنواع الحليب النباتي صحية بالضرورة. بل يُظهر أن المكونات والتركيبة مهمة حقًا. أي بديل حليب تتوقع أن يتصدر القائمة؟

جعل بدائل الحليب أكثر صحة للمستهلكين اليوميين

تكشف الدراسة أنه في حين أن حوالي ثلثي بدائل الحليب تستخدم في الغالب مكونات نباتية غير معالجة، مثل الشوفان وفول الصويا واللوز والبندق، فإن حوالي 30% منها تحتوي على مكونات معالجة، مثل الدقيق أو مُستخلصات البروتين. ومن المثير للاهتمام أن المنتجات المصنوعة من جوز الهند والكاجو والبازلاء غالبًا ما تعتمد كليًا على مكونات نباتية معالجة.

يعتقد الباحثون أن هناك إمكانية واضحة لتحسين هذه التركيبات، يمكن للمشروبات المصنوعة من الشوفان أن تقلل السعرات الحرارية بحوالي 36 سعرة حرارية لكل 3.4 أونصة سائلة، وأن تقلل السكر بمقدار 8 غرامات لكل حصة. أما المشروبات المصنوعة من الصويا فقد تُقلل حوالي 5 غرامات من السكر لكل حصة. بالإضافة إلى السعرات الحرارية والسكر، فإن تبسيط قوائم المكونات عن طريق تقليل الإضافات من شأنه أيضًا أن يُعزز من صحة هذه المشروبات.

بالمقارنة مع هذه البدائل، لا يزال حليب البقر التقليدي يتمتع بمكانة جيدة نسبيًا في ظل نظام التقييم الغذائي المعدل، والذي أصبح أكثر صرامة من ذي قبل. عادةً ما يُمنح الحليب كامل الدسم درجة C، والحليب قليل الدسم درجة B، وذلك بالنظر إلى المعايير الجديدة التي تُصنّف منتجات الألبان كمشروبات وتعطي وزنًا أكبر للدهون المشبعة.

قد يكون الاختيار بين هذه الخيارات مربكا. تقترح هذه الدراسة النظر إلى ما هو أبعد من مجرد ملصقات “نباتية” والتركيز على قوائم السكر والبروتين والمكونات لتحقيق أفضل توازن غذائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى