الأدب

رانيا ضيف تكتب “الحياة”

تبدو لي الحياة نوتة مختلفة النغمات، نهر هادر وخرير ورذاذ متناثر، حديقة غناء تصدح فيها طيور متباينة الأنواع والألوان، كتاب متعدد الفصول.

كما تبدو لي أحيانا ظلاما ممتدا يبتلع أي شعاع ضوء، برودة تسري في الأوصال فلا تبقي للدفء مجالا، بياض سائد لا يعرف بهجة الألوان كقطبي الأرض وصقيعهما لا تقهره نيران .

الحياة كرسم نبضات القلب منحنيات بين صعود وهبوط .نقيضان متماهيان ومنسجمان يكمل أحدهما الآخر كالليل والنهار في مسيرة اليوم .

أعيشها كما هي كطبيعة الأرض ومسالكها، أحاول تَقَبُل كل ما بها من تناقضات وتقلبات لكن كثيرا ما يغلبني تطرفي وانحيازي؛

فلا أطيق الإنسان السلبي أو الهادئ الممل، كما لا يروق لي الروتين والرتابة ولا النظم الواحد.

أعشق التجدد والسريان، فلا أكون على وتيرة واحدة فترة طويلة كشجرة ثابتة لا حراك لها.

فلا أفهم الأشخاص الذين لا يستهويهم ارتشاف الشاي أو القهوة بلذة ومزاج  كما هم مدمني الشيكولاتة.

كيف لا يحب إشراقة فيروز مع الصباح وطرب أم كلثوم في المساء ؟!

أسقط من حساباتي كل معتلي الذوق،

الأشخاص السلبيين المنطفئين الذين يشبهون الرماد فلا وهج فيهم ولا نور.

بينما أعشق أولئك أصحاب الضحكة الرنانة والروح الرقراقة؛ عشاق الجمال والنغم.

إنهم منطلقون في الحياة لا شيء يوقفهم عن المسير. المحبون والشغوفون.

آراؤهم مختلفة وثقافاتهم متميزة ومنطقهم مقنع . يعيشون الفرح والحزن بتسليم وانسيابية كتعاقب فصول السنة.

أولئك الذين يستشعرون عشق الله في وردة من بديع صنعه كما يجدونه في سجدة في جوف الليل.

عشاق الليل والسهر مغرمين بوقت بزوغ الشمس كما غروبها.

أصدقاء البحر بكل حالاته وتقلباته

أكان هادئ الأمواج أم ثائرا يقذف الناس بقطراته  بغضب وعنف. هؤلاء الناس هم نعيم الحياة وربيعها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى